أخبار عاجلة

تضامنا مع سائقي الشاحنات المضربين… قصة تدمع لها العيون…

تضامنا مع سائقي الشاحنات المضربين… قصة تدمع لها العيون…

رشيد عطيف

توفي سائق شاحنة ، أغلقت الطريق ، واجتمع الناس من حولها ، منهم رجل يرافقه طفله الصغير ، سأل الطفل أباه .
أبي ،
من هذا الرجل الملقى على الأرض ؟
لا أعرفه ياإبني الغالي ، لكنني أعرف أنه سائق .
إقترب الطفل من رجل جالس في شاحنه يبكي ، أخذ الطفل بيد الرجل فسأله .
سيدي ،
أيمكنك أن تعرفني بما هو السائق ؟
أجابه السائق بصوت مكسور ، وعيون تملأها دموع تتقاطر باردة على أصابع الطفل .
السائق هو :
شخص ينام قليلا من كثير من الناس ، يواجه البرد ، الشتاء ، الثلوج ، الحرارة ، يصبر على الجوع ، ليس له أيام عطل ، ولا الأعياد ، محروم من الإستمتاع بالأوقات المهمة في الحياة مع أسرته ، لا يحضر ازدياد أبنائه ، ولا يواسيهم عند مرضهم ، يكون الغائب الوحيد في كل حفلات و مسرات أهله و عائلته
يعاني العنصرية ، يسمع الشتائم ، أحيانا يتعرض للضرب و السرقة ، إن أساء يوصف بالمجرم ، وإن أخطأ يجبر على المخالفات ، يبكي ، يتألم ، لكنه مصر على التضحية بحياته من أجل الأخرين .
فقط ، حينما يصعد لشاحنته بكل حب واعتزاز وكبرياء ،
يعتبر سائقا .
وهو لا يدري إن كان سيصل الى وجهته ، أو يبقى معلقا في الطرقات لساعات أو أيام ، وربما لن يصل ، والأخطر أن لا يعود .
هذا جانب فقط من التعريف بماهية السائق .
فجأة .
رن هاتف في جيب زميله الملقى على الارض ، ترك الرجل الطفل الصغير للحظات وأسرع الى زميله المتوفى ، سحب الهاتف من جيبه ، لعلها مكالمة من مشغله أو المسعفين قد تفيد في شيئ ، فتح الرجل الهاتف ، فإذا بها رسالة مسجلة بصوت خافت لطفل بريئ ، يقول فيها :
أبي ، أخذت هاتف أمي لأسجل لك هاته الكلمات ، أقدم لك من خلالها التهاني بعيد ميلادك .
أبي ، أنا قلق عليك ، قد طال غيابك ، منذ 15 يوما لم تعد الى المنزل ، اشتقت لك كثيرا .
أبي ، اليوم عيد ميلادك ، وقد قررنا أن لا نحتفل به إلا بعد وصولك ، أحضرنا الحلوى ولا نريد أن يقطعها احد سواك .
أبي ، لن أبوح لك بالهدايا التي اشتريناها لك حتى نفاجئك بها ، لأول مرة سأشاركك حفلة عيد ميلادك ، دائما كنا نحتفل بها في غيابك ، ننتظر وصولك لنحتفل مجتمعين .
أبي ، انت أروع أب في الدنيا .
أحبك أبي .
لك مني ألف قبلة .
أنتظرك في المنزل .
هكذا هي حياة السائق .
كم من طفل ينتظر عودة أبيه ، ولن يعود له أبدا .
يجب نشر هذه الرسالة ، لتصل لؤلائك الذين لا يفعلون أي شيئ ، سوى الإكتفاء بالمشاهدة و الإنتقادات اللاذعة ، بدل أن يقدروا مجهودات محترفي مهنة المقود و مواجهة الموت ، دون أن يحصلوا على أي مقابل .
وأنت .
إذا كنت سائقا .
ساعد ، ساند ، إدعم ، ودافع عن أخيك .
وإن لم تكن .
احترمه ، قدره ، إمنحه القيمة التي يستحق.
مهما يكن سيئا .
يكفي ، أن وهب حياته من أجلكم .
فاستوصوا ببعضكم خيرا .
لا ندري على من الدور لاحقا…

عن admin

شاهد أيضاً

الفقيه بن صالح / عمال قطاع النظافة يخوضون وقفة احتجاجية إنذارية لعدم صرف أجورهم الشهرية!

الفقيه بن صالح / أحمد زعيم تنفيذا لما جاء في بلاغ النقابة الوطنية للجماعات الترابية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *