آن الأوان II
الخط الأحمر
(15)
سر الوجود البشري حمله لرسالة نبيلة وفاضلة، وقدره أنه اجتماعي الوجود فرض عليه أن ينخرط في منظومة اجتماعية ديالكتيكية التفاعل تروم للتكامل فيما بين عقدها/أفرادها كل من موقعه-أينما وحيثما وجد- ديالكتيك تفاعلي جعل لهذا الانخراط حدودا كبرى لا يمكن تجاوزها لضبط نعمة الإختيار وحرية التفاعل، حدودا تسمح بالإبداع وتطوير مفاهيم القيم النبيلة لرقي الأمة وتحصينها من كل تهديد هدام لمتانة ومكونات الشبكة المجتمعية، حدود التفاعل أساسها: الفرد/العقدة من أجل الكل والكل من أجل الفرد؛ دعاماتها: الوطن والإنتماء والسيادة؛ لبناتها: دينية إيديولوجية، ثقافية وتاريخية.
مرتكزات حدود تفاعل العقد/الأفراد بهكذا وعي وإدراك وفهم تشعرها بحرية الإختيار وتحمل مسؤولية رسالة وجودها في الشبكة المجتمعية والإقتناع بأن حرية الفرد/العقدة تنتهي مع بداية حرية الكل وهو اقتناع يجعل من التفاعلات عدم تجاوز الخطوط الحمراء التي ضبطها وفرضها الديالكتيك التفاعلي عموديا وأفقيا بإجماع جمهور العقد/الأفراد في المنظومة الإجتماعية/ الأمة.
والشاذ فكريا وتفاعليا عن جمهور الأمة هو مارق، هادم ومدمر لكل عمل نبيل وفاضل وعثرة معيقة في سبيل رقي وازدهار الأمة.
قال الفيلسوف وعالم النفس إيريك فروم:
أعتقد أن الحرية هي القدرة على اتباع صوت العقل و المعرفة في مواجهة صوت المشاعر اللاعقلانية.
…/…