البهتان
(2 3)
للحواس دور كبير في تكوين شخصية الإنسان ولكل حاسة دور فبين الأذن والعين مسافة أربع أصابع وما بين الفم (اللسان) والعين أربع أصابع ونقطة الإرتكاز بينهم هو الأنف (الشم) ومعادلة الأربع أصابع هي اللمس، مثلث يحدد شخصية الإنسان بما ينطق وبما يستمع وبما يشم وبما يلمس وبما يرى والنظرة ( العين) هي التي تنقل الصورة (كمرآة) للدماغ كمرحلة أولية وذلك ما أثبتته تجربة ابن الهيثم في نظرية البصريات، إذ يتجاوب إشعاع الصورة بشكل ذاتي عبر الإحساس لينعكس إلى إرادة تفاعل (الإعجاب، القوة، المنطق، الرفض، القبول، النفور،....) بوعي وفهم وإدراك لتقيم العملية برمتها بالصالح أو الطالح.
وبحكم أن العنصر البشري هو في آخر المطاف عقدة/فرد في شبكة مجتمعية تميز أنه كائن عاقل حامل للرسالة الوجودية فحياته ما هي إلا مهمة بين خطان متوازيان (الخير= الصدق، الأمانة، الوفاء، الحب، الإعتراف، البر، الوضوح ... /الشر= الكذب، الافتراء، الظلم، التنمر، النفاق، التملق، الغدر، التغرير،...)
لذلك فالحواس الخمس مسؤولة عن الخلق (بضم الخاء) وهي التي تلعب دورا كبيرا فيما يسمى بالنية (الحسنة أو السيئة والتي لا يعلمها إلا المتفاعل والله سبحانه وتعالى) لذلك صدق الإمام علي عندما قال: "بين الحق والباطل أربع أصابع" وهي المسافة بين الأذن والعين، فشهادة العيان التي تجمع بين النظرة والسمع أصدق من شهادة السمع التي قد تدخل في نطاق الإفك، الافتراء، التشهير، العنعنة، القيل والقال، الغوغائية،...البهتان. وهذا ما حذر منه المغفور له محمد الخامس عند وضع لبنة أساس العمل الصحفي بقوله شعار "الخبر مقدس والتعليق حر" بغاية الإلتزام بميثاق شرف نقل الخبر بكل حيادية وموضوعية وصدق وأمانة.
…/…