أخبار عاجلة

آن الأوان II لنادية بن صالح (19)

                                         شر البرية
                                    الإبتزاز العاطفي
                                      (19)           

      للخالق سبحانه شؤون في خلقه منها أنه خلق الكائن البشري أمما وشعوبا للتعارف والتعاون بغاية بينة الأمور (التعاليم الدينية، عبادات وتعاملات) لأن في  تقديره أن الكائن البشري خليفته في الأرض وغاية وجوده هي الإصلاح والرقي وخير تمثيل لخلافتة، وكل مسؤول عن تفاعلاته التي تنتج عن الإختيار وتقدير الأمور لانه حامل للأمانة (العقل) الذي تطور في تحليلاته للأمور والأسباب المرتبطة أساسا بالزمكان بشكل إن صح التعبير المؤثرات الوجودية: البيئة،  المحيط،  المكان و العلمية: الحاضر، التاريخ،  المستقبل والمعرفية: الفهم، الوعي، الإدراك.  وهذه المؤثرات هي العامل الأساسي المحدد لسبب وجود العقد/الأفراد  المتجلي في الإختيار وتقدير الأمور.
      لأجل هذا التطور حاول البشر تكييف عبر الزمن بين ما هو لاهوتي وإنساني بوضع قوانين وضعية لحسن التعايش في إطار التعاون والتفاعل والتعارف، لأن الزمن علم الإنسان أنه لا يمكنه التعايش إلا بمبادئ نبيلة ترتكز على شروط أساسية مقنعة للجميع تروم للتكامل والرقي. 
      إلا أن من تقديرات الخالق أن الكون مبني على ثنائية سرمدية مضادة هي الصراع لإثبات الأفضلية للصالح أو الطالح. صراع يفرضه الواقع بتحديد أساليب وتكتيكات المواجهة إذ قال الخالق في سورة آل عمران آية 19 "...وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا بعدما جاءهم العلم بغيا بينهم..." الشيء الذي جعل من هذا الصراع حلبة لصراع الأخلاق الفاضلة والسلوكات الذميمة حيث جاء في ديوان العرب للأحنف بن قيس إذ قال : "الكذوب لا حيلة له، والحسود لا راحة، له والبخيل لا مروءة له، والملول لا وفاء له، ولا يسود سيء الأخلاق" وهذه صفات ارتكاز شر البرية التي تعتمد في صراعها مع الخير على صفة الكذوب ولو صدق (حق يراد به باطل) والمعروف حاليا خاصة بالإبتزاز العاطفي العامل الخطير والفعال أساسا في هدم القيم النبيلة بين العقد/الأفراد من ترابط وتكافل وتراحم،... وهو تلاعب نفسي بشكل خفي وماكر يتغيى التحكم واستغلال وتوضيف مشاعر وسلوك الآخر بطرق كذوبة لقضاء مآرب شخصية، فالمتلاعب هو آلة هدم لكل حياة سليمة وجميلة من إحساس بالود والحب والتفاؤل،... ومادة سامة تدخل العلاقات الطبيعية العفوية الطيبة في المحسوبية والزبونية وتغليب الأنا، وتدمر كل ترابط جيد مبني على الثقة والألفة.

عن admin

شاهد أيضاً

أبرز ما جاء في  الصحف الوطنية الصادرة اليوم الاثنين 9 دجنبر 2024.

السيد أزولاي: “المغرب يجسد في حد ذاته تحالفا لجميع حضاراتنا” (الصحراء المغربية) أكد مستشار جلالة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *