أخبار عاجلة

الجار لمصطفى لغتيري

الجار
مصطفى لغتيري
يحكى أن لرجل جارا غريب الأطوار، ما فتئ كلما نجح ذلك الرجل أو أولاده في أمر أن يتملكه الحنق ويستشيط غضبا، فيزمجر ويكشر عن أنيابه، واعدا بالانتقام. ثم ما يلبث أن يسعى بكل ما يملك من قوة من أجل أن يفسد على الرجل فرحته. لكن ذلك الرجل ظل كعادته حليما، معتصما بحبل الصبر، يعامل جاره بكثير من اللباقة واللطف، قد يظنهما الرائي ضعفا وجبنا.
ورغم كل محاولات الجار المسيئة، ظل الرجل على ديدنه، معولا على الزمان، ليعيد للجار عقله وصوابه، وهو يحاول جاهدا إصلاح ما يفسده ذلك الجار.
في المدة الأخيرة عمد الجار إلى إلى إحداث ثقب في جدار بيت الرجل، ثم ما لبث أن أمر أحد أبنائه للسعي في القفار والفيافي بحثا عن ثعبان سام، كان قد بيت النية ليطلقه ليلا ويجعله يتسلل من الثقب كي يصيب الرجل وأهله في مقتل..
بعد جهد جهيد حصل ابن الجار على الثعبان، وعاد به ظافرا مطمئنا مسرورا، لكي يقوم بمهمته الخسيسة..
وبينما كان الابن في طريق العودة، تشاغل عن الثعبان بأحلام اليقظة، متمنيا أن يتحقق للأب حلمه في القضاء على جاره المسالم، لحظتئذ تسلل الثعبان متخلصا من أسره، ثم لدغ الابن لدغة قاتلة.
انتشر خبر موت الابن كانتشار النار في الهشيم، وبينما ظل الأب واجما حائرا، لا يدري ما يقوم به إزاء مصابه الجلل، بادر الرجل وأبناؤه إلى إقامة حفل عزاء مواسيا الجار في فقدان ابنه.

عن admin

شاهد أيضاً

الديون العامة المغربية: هل هي مستدامة؟

بقلم عبد السلام الصديقيتشكل الديون العامة، نظرًا لما تنطوي عليه من رهانات، موضوعًا متكررًا يجذب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *