أخبار عاجلة

المشوارَ المهني للأستاذ المناضل الفذ ” زايد شكوش”

بقلم : المعطي بزي

اليوم سأسلط بعض الضوء على المشوار النضالي لهذه المنارة المضيئة في ظلام مدينة سهلية صغيرة، كانت جميلة و لم تعد كذلك، اسمها ” الفقيه بن صالح”..
بدأت المسيرة النضالية للرفيق زايد شكوش، بانخراطه في الحركية الطلابية التي يقودها الإتحاد الوطني لطلبة المغرب، و ما أدراك ما الاتحاد الوطني في النصف الثاني من سبعينيات القرن الماضي، و هي عشرية بكاملها من سنوات الجمر و الرصاص..
حينما تم تعيينه أستاذا بالفقيه بن صالح في عام 1983، حل بحمولته الثقافية التربوية و المعرفية ذات التوجه التقدمي الديمقراطي، فهو متعاطف و مساند لكل التقدميين الديقراطيين دون انحياز أو اصطفاف وراء هذا دون ذاك، أو هكذا عرفته منذ بداية علاقتي به ، عن طريق المناضل الشهم “مصطفى زوبدي” ، بداية سنة 1984..
في بداية التسعينات، كان واحدا من مؤسسي فرع منظمة العمل الديمقراطي الشعبي بالفقيه بن صالح، إلى جانب الرفاق و الرفيقات: تورية تناني، فاطمة مخداش… المرحوم الحبيب الزاهيدي رحمه الله، محمد عامري، محمد أمرابط، محمد أبرشيح…
في الميدان النقابي، انخرط في صفوف المكتب المحلي للنقابة الوطنية للتعليم، المنضوي تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل في 1989، و شغل كاتب الفرع في أول مكتب للنقابة الوطنية للتعليم ، العضو في الفيدرالية الديمقراطية للشغل سنة 2002، و كان رهان المرحلة منصبا على ربح تمثيلية مشرفة في انتخابات اللجان الثنائية بالمنطقة، فحدث أن اكتسحت الفيدرالية الديمقراطية للشغل نتائج هذه الاستحقاقات..
من المحطات النضالية في عمله الجمعوي، يعد الأستاذ زايد شكوش من مؤسسي أول جمعية من جمعيات الأحياء بالمدينة، و هي ” جمعية حي الزهور ” ، بعد صراع مرير مع السلطات المحلية في حنينها إلى سنوات القمع و التسلط، فتحية عالية لكل من ساهم ، من قريب أو بعيد، في هذا التأسيس المتميز بنوعيته، و باجتراح السبل القانونية التي أعطت سعة أكبر للعمل الجمعوي و لفضاء الحريات العامة..
بعد إحياء نادي العين الذكية للسينما في الموسم
1987/1986، انخرط صاحبنا في صفوفه، و هو المتنفس الثقافي الذي كان يضم خيرة مثقفي و مناضلي المنطقة من أبنائها و مواطنيها.. و في هذه الفترة بالذات، أكن شهادة اعتزاز و تقدير للأخ زايد، ذلك أنني لما تحملت رئاسة مكتب النادي السينمائي في الموسم 1988/87، كان المكتب يتكون من تسعة تلاميذ و تلميذة، فكنت أنا الموظف بينهم، و كان القانون الأساسي ينص على أن يتم تجديد المكتب فقط، بثلث من التلاميذ، و لكن الجمع العام سيد نفسه، فقرر ما شاء بتعديل في هذا القانون..
في ظل المكتب الجديد، أغلقت في وجوهنا جميع أبواب المساعدات، فحرمنا من ورق الكتابة و طبع الأوراق التقنية و آلة العرض 16ملم و هلم جرا.. و لكننا في المقابل لم نقف مكتوفي الأيدي، و عملنا على تجاوز الإكراهات بفتح آفاق أخرى للعمل، فلجأنا إلى ثانوية الكندي حيث مناضلنا السي زايد، و كان في كل مرة يعمل على كتابة و نسخ مئات الأوراق التقنية و ملفات و أركان المجلة الحائطية و الإعلانات و كل ما نحتاج طبعه، بعد السادسة مساء، أي خارج أوقات العمل ،على مدى السنة الأولى من رئاستي للنادي..
دام العز و السؤدد للمناضل الذي أقام بيننا أربعة عقود من الزمن، أعطى فيها الكثير من ماله و جهده الفكري و البدني في سبيل نشر أنوار العلم و المعرفة و نظم القيم الراقية، و من أجل شيوع ثقافة الحقوق و الحريات العامة و تحسين وضعية العمال و سائر الشغيلة على اختلاف قطاعاتها العمومية أو شبه العمومية أو الخاصة..
متمنياتي لك صديقي الهرم المتواضع، بموفور الصحة والعافية والعمر المديد، مع الرخاء النفسي و الاجتماعي..

عن admin

شاهد أيضاً

بي بي سي البريطانية تنقل شهادات من قلب مخيمات تندوف تؤكد مغربية الصحراء ، فهل وصلت الرسالة ؟

بقلم : الصحافي حسن الخبازمدير جريدة الجريدة بوان كوم في روبوطاج كامل زار من خلاله …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *