توجد بعض التحديات التي يواجهها متخذي القرار في القطاع الصحي أثناء التخطيط لتنفيذ متطلبات التحول الرقمي، وفي هذا المقال، سوف أشير إلى بعض أهم تلك التحديات و التي يتعين مواجهتها أثناء تنفيذ حلول الأعمال وتبني التقنيات الجديدة للرعاية الصحية.
المسؤولون الماليون هم قادة المستقبل.
هل قطاع الصحة هو الحلقة الاضعف في مكافحة الفساد؟
التحدي الأول هو صعوبة تواجد ترابط وتكامل بين الأنظمة الصحية المختلفة، مما يقلل من إمكانية تبادل البيانات والمعلومات، بين نظامين أو أكثر، مثل الحاجة إلى الوصول لسجلات المرضى الطبية المخزنة في قواعد بيانات لبرنامج إدارة المرضى، وربطها بنظام مالي يحتوى على معلومات حول تأمين هؤلاء المرضى، وربطها كذلك بنظام ثالث للمختبرات والمعلومات الخاصة بموردي الأدوية، وغيرهم من الأنظمة المتعددة والمختلفة، والمتواجدة في العدد الهائل من مراكز ومستشفيات الرعاية الصحية. ويجب أيضاً ذكر أن وجود معايير للتشغيل البيني ومعايير لقياس تكامل برامج الرعاية الصحية الرقمية أصبح ضرورة لرفع كفاءة وجودة الخدمات الصحية، وتقليل امكانية الهدر المالي.
والتحدي الثاني، والذي يستلزم دعم إدارة التغيير ونشر ثقافة التقنية ورفع الوعي بالتحول الرقمي، هو وجود اعتقادات لدى بعض الممارسين الصحيين، وليس الجميع، بأن الآلة قد ينتج عنها أخطاء في التشخيصات الطبية، أو العملياتية، مما يتسبب في حدوث بعض القلق عندما تكون هناك حاجة لإجراء تغيير كبير في آليات العمليات التشغيلية، مثل استخدام برنامج تقني جديد أو استخدام الأنظمة الذكية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي في العيادات أو غرف العمليات، أو غير ذلك من خيارات التقنيات الحديثة. ورغم أنه من الطبيعي أن يتوخى الإنسان الحذر ويبدي عدم الرغبة في المخاطرة، ولكن في كثير من الأحيان، يترتب على استخدام الحلول التقليدية فقط، منع تحسين العمليات والخدمات، مما ينتج عن ذلك عدم قدرة المنشأة الصحية على تحقيق الميزة التنافسية أو تحقيق تقدم تقني ملموس أثناء الرعاية الصحية، وما إلى ذلك من تداعيات.
والتحدي الثالث هو ضرورة وجود استراتيجية واضحة للتحول الرقمي بشكل متكامل، وضرورة الامتثال للعديد من السياسات واللوائح، ومنها سياسة لحماية البيانات، حيث أن أمن البيانات هو أمر بالغ الأهمية. وفي هذا النطاق، تحتاج المؤسسات العاملة في مجال الرعاية الصحية إلى حماية البيانات الشخصية والطبية الحساسة للمرضى والعاملين بشكل خاص، إلا أن ضمان أمن البيانات يُعد أكثر صعوبة في حال كان هناك احتياج لمشاركة المعلومات بين العديد من الأنظمة. ولذلك، فهناك ضرورة ملحة لإنشاء واتباع سياسات ولوائح خصوصية لضمان مشاركة ومعالجة بيانات المرضى والعاملين الشخصية والصحية من خلال اتباع جميع المتطلبات الملزمة ذات الصلة، والتي قد تصبح قانونية في إنفاذها.
والتحدي الرابع، والأخير في هذا المقال، هو في تكاليف التحول الرقمي والتي قد تكون باهظة نوعاً ما، خاصة إذا أرادت مؤسسة الرعاية الصحية الاستثمار في تطبيقات، عالية الجودة والتخصيص، تتماشى مع تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، مثل إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي وغيرها من التقنيات الحديثة.
وبالرغم من جميع تلك التحديات، يظل هناك واقع وهو أنه إذا ما كان متخذي القرار يدركون أهمية التحول الرقمي، فسوف يدعمون الاستثمار فيه بشكل كبير، حيث أنهم سوف ينجحون في توفير التكلفة والكثير من المال في المستقبل، كما أنهم سوف يستفيدون أيضاً من خلال زيادة الإيرادات والربح المادي في القطاع الخاص من خلال تقديم خدمات طبية ذات جودة عالية وجديدة وحديثة للمرضى.