أخبار عاجلة

حكايات الليال الملاح (2 قصص قصيرة جدا) / رحال لحسيني.

□ حكاية نهاية الليلة الثانية:

         ● الألم  ●

شهريار يعدل من جلسته، ظهره متكئا على سرير نوم أحلامها، قدميه أسفل سدائل غرفتها المخملية. الألم يعتصر قلبه.
“الخوف من الفقد أصعب من الفقد نفسه”.

يستجمع أنفاسه من نضوب حكاياته المشوقة، او اندثار آثارها (من ذهنه) من فرط حنينه إليها.
يخاطب “الألم” في أعماقه كصديق قديم:

  • أيها العظيم المغلف بالخوف من غشاوة الهجر، ومن غموض الآتي…
    وأحيانا من طيب أفضالك أو أخطائك في الماضي..

يسترخي قليلا، وبصوت يكاد يسمع، قليلا، يضيف:

  • ما أتعبك وأقساك وأقصاك -أيضا- أيها الحميم، وما أرقاك حين تكون حافزا للتقدم. (تتجاوزك في غفلة منك المحن).

تصاعد شوق ساخن في صدره، إليها.
نظر خلفه بتأن. شهرزاد تنام هادئة قريرة العين.

رحال لحسيني
23 شتنبر 2023

□ حكاية الليلة الأولى:

شهريار يجلس القرفصاء ويحكي.
شهرزاد تتمدد فوق سرير وجدانها، تستمع وتستمتع.

الحكاية في بدايتها، الليلة في أولها.
ينفلت عقد رواياته من شفتيه. يجف نبعه من القول المباح.
تغمض عينيها على صور في خيالها الشاسع.

حين يكون وحيدا يخاطبها بإسهاب شديد، لا يمسه ارتياب مخادع.

ينوء الصباح تحت متاريس جرحها الساطع، في روحه.
يفتح مصراعا بابه على مقصلة الهجر.

رحال لحسيني
21 شتنبر 2023

عن admin

شاهد أيضاً

إعادة بناء الهوية الاجتماعية للأمريكيين الأفارقة.

وليام دو بوا.. الدكتور حسن العاصي أكاديمي وباحث في الأنثروبولوجيا كانت الفترة الممتدة من عام …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *