يقتضي اغتنام فرصة، تعبئة موارد، في اطار مبادرة أو منافسة.
وتشير الفرص الضائعة الى الجودة المنخفضة، وعدم كفاية الإعدادات.
كما يمكن أن ترتبط الفرصة الضائعة، بالهوية، حيث تكون هذه الفرصة خارج الرؤية، أو بعيدة عن الرسالة، أو ليست ضمن مؤشرات الأداء التي تم تبنيها.
وهنا، ينبغي أن نتوقف قليلا، حيث المراجعة مطلوبة،
لا ينبغي التركيز بشكل سلبي على وجود منافسة، وعدم القدرة على المبادرة، ضعفا بالضرورة، فيمكن تفسيرها، برسالة الانسان الفرد، أو المؤسسة، كما يمكن تفسيرها برؤيته، فعدم اغتنام الفرصة، يكون في مناسبات عدة، مرتبطا بقرار اغتنام فرص أخرى.
لكن لن يسجل أحد ضياع فرصة، الا اذا كانت فرصة حقيقية بالنسبة له، فرصة كانت تقتضي منه استعدادا مناسبا، ليكون محظوظاً باغتنامها.
من هذا المنطلق تقتضي البدايات الجديدة هندسة نظام لتطوير القدرة على الإستعداد لاغتنام الفرص، مع الحرص على التوازن.
لأن قرارا بالابتعاد عن فرصة، يمكن ان يكون في أعماق أسبابه، الخوف من اختلال التوازن، في اطار المسؤوليات التي يتبناها الانسان، ويبني منطقا يستوعبها، منطق يجعله قادرا على ادراك واقع معيش، وآخر منشود، من هندسة طرق متعددة ومترابطة، تمكن من الربط بين الواقعين.
يقين ولا يقين…
يمتنع الانسان عن الهرولة إلى كثير من الفرص، لأنه لا يطمئن لها، ولن تجد مثل القلق، مبررا أكثر اقناعا في تفسير ضياع الفرص، قلق ينطلق من تعامل مع اللايقين، بشكل يحد من قدرة الانسان على استثمار قدراته.
ومن فهم الفرصة، أن نعتبرها أو نتيجة ممكنة، ومكسبا يمكن تحقيقه، ببذل شيء من الجهد، وتعبئة شيء من الموارد.
فهي في محيط الانسان امر ايجابي، يمكنه الوصول اليه، ليصبح من ايجابياته، ونقط قوته.
فالفرصة تقتضي الاستثمار، استثمار وقت أو جهد أو علاقات، أو مال، للحصول على نتائج او صلاحيات، أو مكاسب ايجابية جديدة.
سمكة التونة العنيدة، فرصة تحتاج من الصياد مركبا، وخبرة، ومغامرة، وشجاعة، ووقتا، وصبرا، وتعاملا مع اللايقين.
والمحصول الزراعي، فرصة تحتاج من المزارع، ارتباطا بالأرض، وحرثا، واستثمار بذور، وسقيا، وتعهدا، وحراسة، وخبرة زراعية، واستعانة بعمال، وتعاملا مع تقلبات مناخية، وعوامل خارجية، تأثر على كمية وجودة نتائج عملية الحصاد.
هكذا يقتضي فن البداية من جديد أن يتعامل الإنسان الصياد والمزارع، مع الفرص، تعاملا جديا وحذرا.
فلا تأخذه الفرصة بعيدا عن حياته التي اختارها، ولا يتركه ضياع الفرص، نادماً في حياته التي لو خير لما اختارها.
كما تقتضي هندسة البدايات الجديدة، التعامل الايجابي مع الفرص الضائعة في الماضي، واستئناف التقدم بروح الأمل، والتمترس بالعمل الجاد والمتجدد.
ف ل يقف الانسان الذي خسر، وضاعت فرصة الربح عليه، ف ل يقف واثقا، ممتنا لمرحلة تعلم فيها، وتمكن فيها من بناء وعي أكبر بذاته، بقيمه، بأحلامه، بضعفه، بقوته، بمحيطه الخطر، ومحيطه الداعم …
ف ل يقف متطلعا للمستقبل بتفاؤل، يجعل الفرص المحترقة وقودا لطاقة دافعة الى المزيد من النماء والعطاء
