بقلم : رحال امانوز . *
* حكاية من عام البون . *
(المرحوم سي علال الله يرحمو … الله يغفر له … الله يوسع عليه ديقات القبور ..)
بنبرات صوته الحزين . كان الفقيه سي الحسين . يدعو بالرحمة والمغفرة للميت . بينما( الجماعة ) يؤمنون على قوله : ( اللهم آمين … يارب العالمين ) .
بعد تناولهم (عشاء الميت ) . والذي لم يكن سوى . بعض الأعشاب من نبتة < يرني > . مع خليط من دقيق شعير يابس . وشاي بدون سكر.
في هذه الأثناء وقع ما لم يكن في الحسبان ؟!
شخصت أنظارهم للواقف أمامهم . فركوا أعينهم ! اشرابت الأعناق نحو القادم . تعالت أصواتهم في وقت واحد : علال !؟ ضربوا اخماسا في اسداس . سرت همهمة بينهم : واش هو ؟ واش خرج من لقبر ؟ والعجب هذا ! هاااادي علامة الساعة ! خاطبهم هو : ياالكفرة بالله يا الغدارين ! ما حشمتوش دفنتوني ونا حي ! اش غاتكولو غدا امام الله ؟ انحنت الرؤوس خجلا . اعتذروا عن خطاهم الغير مقصود …
قال لهم : ( سيرو المقبرة ! سيرو عتقو المكي ) . انصرفوا في اتجاه مقبرة الدوار لا يلوون على شيء … هالهم ما رأوه … المكي منبطح فوق قبر علال . نصفه داخل الحفرة والنصف الآخر خارجها . الرأس والأطراف العليا غارقة في الحفرة . وظهره وأطرافه السفلى متدلية في الهواء ! عن مؤخرته ينحسر لباسه الرث . حملوا الجثة إلى الدوار . غسلوها وكفنوها في كفن علال . بل و دفنوها في قبره …
المكي كان ضحية جشعه … بعدما دفن علال غافل ساكنة الدوار … نبش قبره للاستحواذ على كفنه واتخاذه لباسا … وهي من العادات التي تفشت عام البون والمجاعة … قال مع نفسه : ياك علال مات … وغادي ياكلو الدود … انا احق بالكفن منه … ) … لكنه فوجيء بالميت يتحرك ويعود للحياة … تعلق بتلابيبه مستنجدا … زهقت روح المكي في الحال من هول الصدمة … وفارق الحياة في الحين …
أما علال فاصبح محل تقديس وتبجيل وتوقير . من طرف ساكنة القبيلة … لقبوه ب : ( حيو ميت ) . لأنه مات وعاد للحياة . اعتبروا ذلك من المعجزات . بل كانوا يلقبونه ب ( الشريف ) . ونسبوا إليه الكثير من الكرامات . وامتد به العمر وتزوج عدة زوجات . خلفن له العديد من الأبناء والاحفاد … عرفوا في القبيلة ( بأولاد حيو ميت ) .