حينما تختلط أفراحك بأقراحك كل هم بالدنيا ستتعايش معه كأنه محطة ويتنتهي كسابقاتها.
بيوم عقد زواجي كباقي الفتيات أعود للبيت على أمل وضع الحناء وتزييني كعروس أتفاجئ بموت أب زوج أختي وبدل التبريكات أجد التعازي .
وبعد مرور ما يقرب السنة وبيوم عرسي بالضبط أيضا وانا فوق ما يسمونه الفتيات ومحبوبتهم (العمارية)
والكل يهنأ يموت أب زوج أختي الثانية وزوج عمتي بنفس الوقت والكل بعدها يعزي ومنهم من يهنؤني ولا أعرف بما أجيب هل بالتعازي أو تمني الفرح .
وبعد مرور سنة أخرى أصبح أما وسعيدة للغاية بابنتي. وبعد 20 يوما بالضبط وبينما نحن نتناول قهوة المساء مجتمعين يخرج ابن اختي ذو 15عاما من البيت ولا يعود تعرض لحادثة سير مات على اثرها وانا بفترة الولادة والكل يعزي فرح مدسوس بالعزاء.
وبعد تجاوز كل هذا ومعاناة العمل مع جمعية مسيرة كأنني بحرب القرون الوسطى انتهت بخروج الجمعية من المركز وبعدها بطردي تعسفا لا لشيء سوى وقوفي لجانب الحق .
وجلست فترة تقدمت لامتحان التعليم مع اختي وأبي كان فرحا خاصة بعد اجتيازنا للامتحان الكتابي بنجاح
بعد انتهاء الامتحانات الشفوية وخروج النتائج كنت سعيدة للغاية بنجاح اختي الصغرى حبيبة قلبي .انا بعز فرحتي بها اكتشف عدم توفيقي ولم يمنع ذلك فرحتي بها .لكن ابي تألم للغاية قال انه يريد المنصب لي ويحلم برؤيتي استاذة ولم يعرف طعم الفرحة .
وبعدها بشهور توفي أبي وبعد وفاته بشهور قليلة أعيد الكرة وانجح بالامتحان وأحقق حلمه وكان الأوان قد فات وكما العادة فرحة بطعم الدموع الكل يبكي بدل الابتسامة ….
وبعد مرور مجموعة من الافراح والاقراح المشابهة
تأتي لحظة فرحي بالتخرج من مركز تكوين الأساتذة وانجابي لابني وبنفس الوقت أوقع عقد التشغيل بعد الولادة مباشرة بمعنى ليس لي الحق برخصة الولادة وعلي الالتحاق بالعمل مباشرة وبعد أربع ايام عمل اتعرض لحادثة سير مميتة وانا لا زلت بفترة النفاس وابني ملائكة صغير حمدا لله لم اكن اخده للعمل فشق ظهري وخيطت يدي 17 غرزة ونزف دمي إلى حد كبير
وكما العادة يهنؤوني بالسلامة من الموت والتبريك بالولادة .
لم تكن لي القدرة على تحريك اطرافي أو حمل ابني الصغير الذي كان يبكي جوعا وغياب حليب الرضاعة من صدري بسبب النزيف والصدمة .وبعدها بشهر فقط وانا لا زلت اقف بالعكازين التحق بالعمل بأرض شبه قاحلة لاكراء ولا ماء ولا مراحيض ولا كهرباء .منحوني منزلا كان مسكن للحيوانات جهزته ورممته ونظفته وعشت به مع طفلاي الصغيران وزوجي والمواصلات كانت شبه معدومة.والحمد لله أشياء كثيرة صبرنا عليها ولا زلت أتحمل.
من كل هذا وداك تعلمت أن الأفراح مؤقتة ووجيزة وسرت أتعايش مع أحزاني.
كما أصبحت أدرك أن الفرح لا يدوم والدنيا أعدت
للبلاء صباحكم فرح واقدار جميلة ارجواان لا تكون كأقداري أحبتي .
شاهد أيضاً
أبرز ما جاء في الصحف الوطنية الصادرة اليوم الخميس 16 يناير 2025.
أديب بن إبراهيم : المغرب يطمح إلى أن يكون نموذجا في الصمود المناخي على المستوى …