اسا الزاك، الفراغ القاتل
اطل علينا في هذه الليالي الرمضانية المباركة ، المجلس الإقليمي والذي يعمل دائما تحت شعار ” اللي ماعدلن فهذ الدار مكاين اللي اعدلو” ببرنامج كان من دعمه وافكاره وسخر له جنوده المجندنن ، وللتمويه والتخفي كعادته ، جعل المركز الثقافي باسا والمديرية الجهوية للثقافة أداة ووسيلة لتنفيد برنامج(ه) ، وقد دخل معهم المجلس البلدي على الخط هو الآخر داعما ومشجعا للفريق .
هذا البرنامح المعروف بالليالي الرمضانية والذي غطى لياليا ولازال . هو برنامج جاء ليكسر الصمت المميت وينهي الفراغ القائم لسنوات عجاف ( عامان ونيف من جائحة كورونا ).
ليس من العيب ان يتم تنشيط الساحة وإقامة ملتقيات ولقاءات وحفلات بعد ذلك الركود الملموس .
وليس من العيب تشجيع المجموعات الفنية بالاقليم حتى وان كان الثمن زاهدا فقد رضوا بما قسم الله لانهم عانوا من السنوات العجاف.
كما ليس من العيب ان يسهم المجلس في قتل الفراغ الذي يؤكده البرنامج المستمر لليال بهذه المدينة وجزء يسير منه بمدينة الزاك .
لكن في الضفة الأخرى لايخفى على الجميع ان الفراغ قد تسبب في تحاقن اجتماعي سينعكس سلبا على الكل . ومرد هذا الفراغ هو الاقصاء والتهميش والتلاعب بمصير الاقليم وساكنته.بالاضافة الى الفساد الذي ترك الإقليم يعيش هذه الحالة المزرية والتي لم تسلم منه الارض وساكنتها.
اننا في هذا الإقليم لانعيش فراغا فنيا وترفيهيا فحسب. بل اننا نقاسي عذاب فراغ متعدد المجالات لاتحجبه الليالي ولا الابواق ونلمسه عن قرب نحن ابناء هذا الاقليم ولاحول لنا ولاقوة.
ان الفراغ الذي نعيشه هو الفراغ الاقتصادي في الدرجة الأولى .فقد انهارت القدرة الشرائية للمواطن في وقت تصاعدت فيه الاسعار ، وقلت فيه فرص العمل وضاقت الارض باهلها رغم شساعتها .
ان الفراغ الذي نعيشه هو الفراغ الثقافي بمفهومه الحقيقي في الانتاج الادبي والفني والسمعي والبصري والمسرحي وووو املا في تثمين الثقافة الحسانية والامازيغية ذلك الموروث الذي يزخر به هذا الإقليم ويميزه عن سواه . بالإضافة إلى تشجيع المنتجين والمبدعين ، مع احترام المجال واسناد الأمر لاهله وضمان عدم استغلاله من طرف السياسيين والمسؤولين تماشيا مع دستور المملكة.
ان الفراغ الذي نعيشه هو الفراغ الاجتماعي وما ترتب عنه من عدم استقرار نفسية الانسان في هذا الإقليم .
ان الفراغ الذي نعيشه هو حالة الشارع الرئيسي (شارع الحسن الثاني ) الذي عكر صفو كل التجار القاطنين بالشارع وهم يعانون كما يعاني الراجلين الذين يمشون في وسط الشارع . رحم الله بالمناسبة الفقيد ضحية هذا الشارع والد اخونا الزعيم عالي .
ان الفراغ الذي نعيشه تحكيه تلك الساحة العمومية (ساحة محمد السادس ) التي أقفلها المقاول بحجة اصلاحها في اجل محدد وهاهي تعثرت مثلما تعثر إصلاح الشارع لمدة طويلة الامد وتجاوزت دفتر التحملات وأكدت ضعف التدبير والتسيير وعدم الالتزام والضرب بالمسؤولية عرض الحائط .
ان الفراغ الذي نعيشه هو تزايد المعطلين والعاطلين وتفاقم الوضع مما ينبيء بسنة من الاحتجاجات والاضطرابات في غياب اي اهتمام بهذا الجانب .
ان الفراغ الذي نعيشه هو هذه الحالة المزرية التي تعيشها احياء وشوارع وازقة هذه المدينة التي انفق عليها الكثير ولازالت لم تثبت وجودها . وكذلك مدينة الزاك وجماعات أخرى كلها تفتقر الى ما يمكن أن يحرض على الاستقرار والاستمرار . اننا نسجل ترحال الاسر من هذا الإقليم كما نسجل كتابة كلمة (للبيع ) على الكثير من المنازل .
ان الفراغ الذي نعيشه هي تلك الهجرة الجماعية الإجبارية لثلاثة أشهر في كل سنة هروبا من الحر الشديد جراء النقص في الماء وانعدام البنى التحتية التي يمكن أن تريحنا من هذه الهجرية الإجبارية والتي تكلفنا اثمنة باهضة لايحس بمرارتها ولاتكتوى بنارها تلك ألاقلية الباذخة التي ترى في الصيف فسحة لهم ولاسرهم .
ان الفراغ الذي نعيشه هو انقطاع التواصل بين المواطنين والسلطات والمنتخبين ، واستغلال المقاربة الأمنية بشكل فضيع .
ان الفراغ الذي نعيشه هو اننا كفاعلين في الحقل الثقافي قدمنا في السنوات الفارطة بتنسيق مع عمال كانت لهم نية حسنة في تدبير شؤون الموسم الديني التجاري للإقليم ، وقد افضت تلك الأنشطة الى تمكين هذا الموسم السنوي من الالتفاتة السامية لجلالة الملك – وهذا شرف لهذه القبائل المجاهدة – لكن للاسف الشديد بعدما تفظل حفظه الله بإصدار أمره المطاع ليتم تنظيم هذا الموسم تحت الرعاية السامية ، اتساءل دائما من كان السبب في رجوعها و الغاءها؟!.
يتبع