هذه حقيقة ” الوالي” الجديد على التنظيم بالجهة.
كتب نور الدين زوبدي
شاءت الأقدار أن أدرك الجميع حقيقة رجل ، كان يدعي أنه مناضل ، تربى في مدرسة الشهداء ، ومتلزم بالدفاع عن الديمقراطية الداخلية حتى النخاع .. فكلما حلت محطة ما ، أخرج عينيه، و نفخ أوداجه،و ورفع صوته عاليا قائلا :” لن ينال هذا المرشح التزكية ولو على جثتي !!؟ ” . عندئذ يشرع في تدبير مؤمراته ،و تأليف مسرحياته الهزلية رديئة الإخراج، من قبيل الإحتكام إلى الصندوق ، مع دفع “الطبالة” لكتابة بعض السطور للثناء عليه أمام الجمهور المتابع ،علما بأن هذا الجمهور نفسه يرفض سياسته وتدبيره ، كمسؤول نزيه ذي مصداقية ، لا تحوم حوله الشكوك .
في كل محطة انتخابية يشمر عن دراعيه ، ليفرض أو يمرر الشخص التي ترضى عنه الجهات المعلومة (رسالتي واضحة ) . لا يهمه مصير بيته الحزبي ، ولا يكترث الى المناشدات التي يطلقها الغيورون ؛ بل يعتبرها تدخلا سافرا في شؤونه التنظيمية ، ووصاية مرفوضة في قلعته الشامخة الأزلية.
من غرائب ديمقراطيته الفريدة ، رفضه تسليم لوائح الهيئة الناخبة للمرشحين ، والتي طبخها على نار هادئة ، و لم يسمح لهم البتة بأخذ الكلمة لتقديم برنامجهم أمام المصوتين . طلب منهم الاكتفاء فقط بالانتظار ، حتى يُعلن النتيجة المخدومة سلفا في جنح الظلام .
المفاجأة التي لم يكن ينتظرها ، “الوالي” الجديد على التنظيم ، جاءت من عند مرشح محترف في الإيقاع بخصومه ، حيث سجل الحوار/ الفضيحة ، الذي عرى مسرحية الإحتكام إلى الصندوق ، والتي انتشرت بسرعة كالنار في الهشيم ، وصار الحديث عنها في المقاهي والصالونات؛ مما دفع بالزعيم الوهمي الى التهديد باللجوء الى القضاء إن اقدم أي شخص على نشرها ، كأنها تحتوي على أسرار الدولة ، وأن إفشاءها سيعرض أمننا القومي/الحزبي للخطر .
إن الخطأ الذي سقط فيه السيد “الوالي” على التنظيم ، محاولاته اعتماد سياسة ” التغوفيل وتخراج العينيين ” ، للتغطية على الفضيحة ، أهلا في إسكات خصومه المتذمرين من سلوكه العدواني . هذه الشطحات البهلوانية لن توقف السخط العارم ، وتسكت الأصوات الرافضة للتحكم والتجبر . فكل تلك المحاولات اليائسة، الفاشلة لن تنفع حتى و إن تم تهريب النقاش إلى خارج حدود المنطقة المعنية، بالادعاء ان أطرافا من إقليم مجاور، هي التي تحاول فرض وصايتها ، وتعمل على إضعاف قوة التنظيم ( حفتر لاربعا) ، لتتمكن من الحاق هذه القلعة التاريخية ، حسب زعمه ، بالنفود الحفتري المتصاعد ، متناسيا طلباته المادية المتكررة باعترافه الخطي ، ومعتقدا أن ذلك سيمكنه من جمع القواعد حوله ، ليشحنهم بهذه الأسطوانة المشروخة ،ظنا منه أنه ” سيدوخهم” ،و في ذلك إهانة كبيرة و ممقوتة لعقولهم و لذكائهم.
تمعنت كثيرا في الذي حصل ، وخلصت الى قناعة اساسية ، وهي ان هذا الرجل ، الذي كنت اكن له الاحترام والتقدير ، و كنت أعتقد بانه ” قيادي ” ملتزم ،له اخلاق وتاريخ مشرف ، قد زاغ عن المسموح به في التعامل بين أبناء البيت الواحد ، وتحول الى متسلط ، يمارس السلوكات العنترية في ابشع صورها ، فاقت تلك التي مورست على أخ لنا في خنيفرة .
اسمح لي صديقي القديم ، لأقول لك :” انت الذي تريد ممارسة الوصاية ، ولدي الكثير من تجاوزاتك التنظيمية ، وخرجاتك البهلوانية على الفايس ، التي عبرت فيها عن تنصيب نفسك واليا عن التنظيم بالجهة ، وسانشرها ليعلم الجميع حقيقتك المزيفة ” .
في التدوينة القادمة : التجاوزات موثقة ومفصلة ومنشورة للعموم ، وأتمنى ان تتحلى بالصبر ، وتحاجج السيد الوالي باحترام وهدوء “.