وجهة نظر: ادا كنتم تريدون التغيير شاركوا لا تقاطعوا
نور الدين القراص
مقاطعة الانتخابات سلاح مكن خصوم الديمقراطية من الحصول على الأغلبية و الاستمرار في تقلد المناصب رغم معارضة الغالبية الصامتة ، وقد تأتى ذلك بعدما تركت لهم الساحة لوحدهم ، يتلاعبون في ارادة الشعب ، باتخاد قرارات لا تخدم مصالح الشعب تحث دريعة أنهم يمثلون الساكنة، وأنهم اختيروا عن طريق صناديق الاقتراع .
ان المستفيد الحقيقي من مقاطعة الانتخابات هم النخب السياسية الفاسدة المتسلطة ، حيث أصبحت في منأى عن المحاسبة الشعبية ، وذلك بعدما تم حصر الناخبين في عدد قليل من السهل التأثير عليه باستعمال المال والنفود، مما جعلها في وضعية مريحة ، لا تعيير أي اهتمام الى احتجاجات المقاطعين والرافضين للمسلسل الديمقراطي برمته .
صحيح أن ظاهرة العزوف عن العمل السياسي كانت نتيجة لفقدان الثقة في الأحزاب السياسية ، والنكوص والردة التي عرفها المشهد السياسي والحقوقي منذ الخروج عن المنهجية الديمقراطية (عدم تعيين عبد الرحمان اليوسفي رغم تصدر حزبه النتائج ) . لكن انخراط بعض التيارات السياسية في الدعوة إلى المقاطعة ، ابان فترة التسعينات ، كان هدية ثمينة ساعدت على بلوغ الهدف ، والمتمثل في ابعاد الطبقات الرافضة للسياسة المتبعة عن صناديق الاقتراع ، لخلق مشهد سياسي متحكم فيه ، لا مكان فيه للصوت الجماهيري القريب من هموم الشعب .
ان اي مبادرة ترمي إلى محاربة العزوف ، يجب أن تبتدأ من الأحزاب التي تعتبر نفسها ديمقراطية وتقدمية ، لتراجع طريقة تعاملها مع قضايا المجتمع ، و تحسن صورتها وتفتح أبوابها أمام الطاقات الفاعلة القادرة على الدفع بالعمل السياسي النبيل الهادف .