وجهة نظر : السياسة والأحزاب والشعب
admin
يونيو 6, 2018
اقلام
47 زيارة
وجهة نظر : السياسة والأحزاب والشعب
نور الدين زوبدي
كثير من الناس ينظرون إلى السياسة ومن يمارسها بنظرة دونية ، وذلك راجع الى عدة عوامل ، أولها: المستوى المنحط الذي وصل إليه بعض ما يسمون انفسهم ” سياسيين” ، والحال أنهم مرتزقة ، يتخدون من انتحال هذه الصفة لقضاء مأربهم الشخصية ، والتجائهم إلى شتى الطرق من أجل تقلدهم لمناصب باسم أحزابهم، ثانيها: عدم الشعور بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم تجاه الشعب و الوطن ، وانصرافهم إلى البحث عن المكاسب ، وتنفيد تعليمات الجهات النافدة، وعدم الاكثرات الى المطالب الشعبية ، رغم الوعود التي يصرحون بها في حملاتهم الانتخابية ، ثالثها: ضعف الأحزاب الراجع الى تغلل فئات واسعة الى قيادتها، و تقديم وجوه فاسدة بدون مستوى لا ثقافي ولا أخلاقي، حيث أصبح هاجس الحصول على المقاعد هو المتحكم في منح التزكيات، بالإضافة إلى تخليها على مصاحبة و مراقبة الذين انتخبوا باسمهما، حيث يتركون أحرارا يفعلون ما يشاؤون، فالبعض منهم يتحلل من التزامه الحزبي بمجرد حصوله على المقعد، كل هذه العوامل ساهمت رسم تلك النظرة السيئة الى السياسة ، بالإضافة عوامل أخرى ترجع بالأساس الى قلة الوعي السياسي لدى غالبية الشعب ، و أخرى يتحمل مسؤوليتها الدولة التي تشجع على المضي في انجاح المسلسل الديمقراطي ، الذي انطلق مع حكومة التناوب ، و انخراط الأحزاب المعارضة في التناوب ، وطي الصفحة السوداء من التاريخ السياسي المغربي ، وعودتها إلى الطريقة القديمة التي كانت تتعامل بها مع المشهد السياسي ( البام ، أخنوش ).
ان السياسة النبيلة هي التي تمارسها الأحزاب المنبتقة من الارادة الحرة للقوى الوطنية ، عبر مؤسسات منتخبة ديمقراطية تعبر بصدق عن نبض المجتمع، و متفاعلة تلقائية مع مطالب الشعب لأنها انبطقت منه، وليس تلك التي يتم فرضها باستغلال النفود الإداري والمالي ، وانتخاب أجهزتها بالتعليمات ، واستعمالها ورقة لإضعاف الأحزاب الوطنية والتقدمية ، والتحكم في المشهد السياسي. لكن مع ذلك تبقى حتى الأحزاب الحقيقية دون المستوى المطلوب ، حيث تسربت إليها أمراض المواقع ، وقدمت على أنها شبيهة بالأخرى التي يتم صنعها من الجهات المعلومة ، لذلك وجب اعادة النظر في تدبير عدة أمور لعودتها الى الساحة بالوجه الصحيح ، وفي مقدمة الإصلاحات الضرورية ، فرض شروط للانتماء الحزبي ( الشروط الخمس التي تكلمت عنها في التدوينة السابقة ) ، من أجل منع تغلغل الانتهازين والوصولين الراغبين في تحقيق مصالحهم الشخصية ولو على حساب قيم ومبادئ الحزب ، والتصالح مع الشعب الانخراط التلقائي في حركاته الاجتماعية، والوضوح معه في كل المحطات ، وعدم ترك الشك يتسرب إلى ذهنه حول مدى تعاطفك مع مطالبه ، وتصحيح الصورة المتعلقة بالديمقراطية الداخلية التي تركز عليها وسائل الإعلام المأجورة للنيل من مصداقية الأحزاب. هذه فقط بعض الإصلاحات الى ارى انها ضرورية لتغيير المنظور الحالى لفئات عريضة من الشعب للسياسة والأحزاب.