آن الأوان II
للكاتبة نادية بن صالح
(2)
معرفة هجنة
كل عاقل هو عارف بالفطرة أن وجوده على البسيطة مقرون برسالة في هذه الحياة مهما صغرت أو كبرت، والمعرفة الفطرية إذا لم تتطور وغاب عنها الإدراك والوعي بأن هذا الوجود يحتم عليه أن يكون فاعلا ومفعولا به -لأنه بالضرورة هو عقدة في شبكة مجتمعية- تبقى معرفة هجنة (بضم الهاء وتسكين الجيم) لقصور فهم الرسالة الوجودية التي أساسها حب ما هو جميل والتفكر فيه والشعور به بعيدا كل البعد عن العبث والفوضى.
والمعرفة الهجنة (غلظة، فظاظة، قبح، لؤم، ….) غالبا ما ينتج عنها استقواء، إقصاء … ونفور؛ وتفاعلاتها يغيب فيها العقل والإحساس بذاتها وبمحيطها بل حتى بالمنظومة المجتمعية، لأن إدراكها مغشي عن رؤية النعم التي سخرت لوجود حامل الأمانة/العقدة في الشبكة المجتمعية، نتيجة هكذا تفاعلات أينما، حيثما وممن مورست هي داعية للتشتت والضياع ونشر الفردانية وقطع أواصر التقارب، التراحم، التكافل، التعايش … وتمزيق لحمة وحدة الشبكة المجتمعية، لتصبح هذه التفاعلات رسالة العبث والفوضى ودعوة لخلق متاريس في درب كل رسالة/ عقدة (صالحة، مدركة، واعية، فاهمة…) لعرقلة وتعطيل كل عمل هادف وراقي يخدم الأمة.
قال الله سبحانه تعالى في سورة آل عمران في الآية 159:
“ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك.”
…/…