وجهة نظر : نعم لصحافة حرة ومواطنة لا للابتزاز وخدمة الأجندات
نور الدين زوبدي
تعيش الصحافة المغربية في الوقت الراهن أحلك أيامها، بفعل عدة عوامل اثرت على مصداقيتها واستقلاليتها ، منها مرتبط بطبيعة العاملين بها ، و منها يتعلق بالتطور الديمقراطي المتسم بالتراجع خلال العقدين الأخرين . و قد لعبت بعض الجهات دورا حاسما في تمييع العمل الصحافي ، وجعله عملا يخدم أهدافها ، مستعينة بعناصر تدعي انتمائها الى الحقل الاعلامي دون وجه حق ، حيث حولته الى سلاح تشهره في وجه كل من يرفض سياستها ، عبر التشهير و صنع الأكاديب والتضخيم في نقل بعض الأحداث قصد ايصال أخبار ما ، ولم تكتفي بهذا الحد ، بل إنخرط جزء منها في تنفيد أجندات دولية ، وأصبح يتلقى المال من السفارات ، و المعلومات المراد ترويجها حتى لو كانت ضد بلده ، وأصبح الكثير ممن يعتبرون أنفسهم “صحافيون فوق العادة ” يتهافتون على طلب اداء خدمة لفائدة الأجنبي و صاحب المال ، متغاضين عن الدور المفروض فيه القيام به ، الذي يمكن اعتباره من أهم الأدوار لبناء دولة حديثة ديمقراطية .
ان القيم التي بنيت عليها اعرق الديمقراطيات في العالم كانت صلب اهتمام الصحافة في تلك الدول ، حيث ظلت تدافع عنها وتحميها من كل تحريف وتمييع ، حتى أصبحت حريتها واستقلالها جزءا هاما من القيم ، بدونه لا تستقيم الديمقراطية، ولا يمكن الحديث عن حقوق الإنسان في ظل الإجهاز على حرية الصحافة .