آن الأوان -23-
الوزن / الكاتبة نادية بنصالح
الوزن هو معيار للكم، الكيف، الحجم، القيمة….؛ وهو ليس فقط خاص بعينات من جماد، بل يسمو ويمجد عندما يكون الأمر معنويا خاصا بالأفراد/العقد، بمعنى آخر أن وزن الإنسان يقاس بمجموعة من القيم النبيلة والحكم الرائدة والأفكار النيرة و النافعة والتفاعل الهادف لبني جلدته؛ ومعيار الوزن الإنساني هو دائما تقييم الفرد/العقدة من طرف الآخر؛ ولأهمية تقييم هذا المعيار (الوزن) أنزل رب العالمين في ذلك أحكام ضابطة للمعاملات الإنسانية: الميزان كرمز لهذا المعيار والمطفف كلقب لباخس الحق الإنساني…
الكل يتكلم عن الكفاءات، القدرات، التكافؤ…. معايير لتقييم وزن الإنسان لأجل السمو بأي عمل منتج و هادف لرقي عام وشامل للمجتمع حيثما وجد. لكن وجود المطففين الذين وصفهم رب العباد إذا اكتالو على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون. هم كثر خاصة في الجانب المعنوي في الحياة العامة والمنظومة المجتمعية، بهذا المعنى فالمطففون هم المساهمون في تبخيس القدرات، التفاعلات والمجهودات…. لكل وزن معنوي ذو قيمة، وناشرون لروح الإحباط، اليأس وعدم الثقة في الكينونة الوجودية للفرد/العقدة، لا لشيء إلا لتحكم نزعة المصلحة الآنية لذواتهم في تمجيد من لا يستحق، وأحيانا بحكم قلوب تغمرها مضغ سوداء من حقد وحسد تبعث إشارات شريرة للعقل حيث تطمس عنه فعل الخير وتغيب الضمير فلا يحس براحة إلا عند تحطيم وإحباط النبيل، مضغ مقتنعة في قرارتها بفشل الذات الكانئة فيها. وبذلك يعتبر الحاسد والحاقد مطففا لأنه يبخس ويخسر الوزن المعنوي في تفاعلاته المجتمعية ومعاملاته الإنسانية فهو الساكت عن الحق، الشاهد زورا، المفتري بغيا، المنمق قولا، المشجع تعاسة، … هو بمثابة نار زرقاء تؤججها الوساوس، ليغدو عميلا ذاتيا للشياطين.
قال خالد بن صفوان (أحد خطباء وفصحاء العرب) :
زيادة الثناء بغير استحقاق تملق واستجداء، وحجب الثناء مع استحقاق حسد وافتراء.