سري للغاية ..!!
ممنوعون من الترشح في لائحة سوداء؟!
نور الدين القراص
تعمل كل مكونات المشهد السياسي على استقطاب أكبر عدد من المرشحين من اجل الظفر بحصة من اصوات الناخبين الصغار والكبار ، لنيل مرتبة تؤهلهم ليصبحوا رقما أساسيا في التفاوض . يتم هذا لضمان استمرار تواجد تنظيماتهم الحزبية في الساحة حتى لا تتعرض للإنقراض ، أو تصبح موضوع سخرية من قبل أغلب رواد مواقع التواصل الاجتماعي . هؤلاء الذين لا هم لها سوى توجيه الانتقادات اللاذعة الى الفاعل السياسي ، مقابل غض الطرف عن الجهات الأخرى ، الاكثر تأثيرا وتحكما في الشأن العام .
في ظل هذه المناخ ، يتناهى إلى السمع بين حين وآخر، تقديم استقالات لوجوه انتخابية ، والتحاق آخرين بصف حزب ، حيث إن كل واحد منهم يقدم تبريرا ، يحاول أن يتذرع به لبلوغ هدف يخطط للوصول إليه . أضحت الساحة ملعبا مترعا لكل من له رغبة في تحقيق هدف شخصي ، يتم تغليفه بشعارات رنانة من قبيل الدفاع عن المصلحة العامة، وعن المواطن المقهور المنزوي في سكناه إن كان له بيت أصلا ، يفكر في الطريقة التي تمكنه من الحصول على لقمة عيش تحترم انسانيته وكرامته .
تدور في الكواليس ، أخبار عن اتفاق حول منع بعض الشخصيات من ولوج المعترك الإنتخابي ، بسبب ما أحدثته من احتقان ونفور للناخب من العملية الإنتخابية. هذا المشهد السياسي غير السليم نتيجة حتمية للفساد في التسيير، أو تورط مفضوح في صفقات عمومية .. فبحسب مصدر مطلع ، إن المسالة سيدبرها زعماء الأحزاب ، بعدما سيتسلمون اللائحة “السوداء “. حينها سيتم إخبار المعنيين بالأمر ، بعد ايام قليلة على ايداع الترشحيات ، حتى يكون الوقع الأكثر تأثيرا في الهيئة الناخبة ، التي عانت الأمرين من سلوك وممارسات هذه الشريحة من الكائنات الانتخابية .
” اللائحة السوداء ” التي يجري حولها النقاش ، ستحمل مفاجأة من العيار الثقيل ، إذ ستصدم العديد ممن يعتقدون أنهم في خانة ” صحاب الرضا ” ، لأن الجهة التي أعدتها تتمتع بحس وطني كبير ، ولا يهمها الا خدمة الوطن .و حسب المصدر نفسه ، فإن من بين الشخصيات وزراء سابقين ،و رجال أعمال مرموقين ، و منتخبين أضحوا يشكلون خطرا على الدولة ، بسبب نفوذهم المالي ،و تحكمهم في دواليب الإدارة .
من المرتقب ان يعرف المشهد السياسي في غضون الشهور القادمة ، بداية انسحاب البعض ممن وردت أسماؤهم باللائحة ، لأن العملية مهما كانت سرية ، ستعرف تسريبا ضيقا ، فتعمل كل جهة على إخبا ر الطرف الذي يعنيها ، لكي يدبر مسألة خروجه وفق خطة مدروسة ، لا تحدث الإرتباك أو الفوضى . أما الآخرون الذين لم يتمكنوا من فحوى التسريب ، سيعطى بهم المثل ، كي تستقيم الحياة السياسية ، ويزداد منسوب الثقة في المؤسسات .
قد يتساءل البعض عن الطريقة ، التي سيشتغل بها أمناء الأحزاب ، لمنع هؤلاء من الترشح ؟!
الأمر بسيط جدا بالنسبة للاحزاب التي كانت توصف بالإدارية ، أو التي هي من صنع الأدارة نفسها حديثا ، سيبلغ المعني بالأمر ، بشكل مباشر بالقول :” سير فحالك راك مرفوض ” .بينما بالنسبة للأحزاب التي تشتغل عبر القنوات التنظيمية ، سيحصل تنافس بين الشخص غير المرغوب فيه وطرف ثان مدفوع لتحقيق هذا الغرض ، وهو الذي سيحظى بالتزكية من طرف الجهاز المقرر في المسألة .