الرباط/المسار الجديد
وجهت تنسيقيات تعليمية انتقادات إلى الحكومة، وإلى وزارة التربية الوطنية، بسبب الأوضاع التي يعيشها نساء ورجال التعليم، معتبرة أن الاحتقان الذي يشهده القطاع يعكس الوضعية الاجتماعية والمادية غير المريحة لمختلف فئات الشغيلة التعليمية.
رشيد البوكوري، عضو التنسيقية الوطنية لموظفي وزارة التربية الوطنية المقصيين من خارج السلم، وهم أساتذة يطالبون بالحق في الترقية إلى الدرجة الممتازة “خارج السلم”، اعتبر أن الشغيلة التعليمة “تتعرض للحيف، وتعاني من تقزيم وضعها الاعتباري وأوضاعها الاجتماعية والمادية”.
وأضاف المتحدث ذاته، في ندوة نظمتها الجمعية الوطنية لأساتذة المغرب-فرع الدار البيضاء سطات، مساء الإثنين، أنه “لو أن المسؤولين في هذا البلد كانوا صادقين ولديهم الإرادة الحقيقية للنهوض بالمدرسة العمومية ووضعية نساء ورجال التعليم، فمن المؤكد أنه ما كانت هناك هذه الفئات التعليمية التي تحتج اليوم”.
وتابع قائلا: “حين قرر الأساتذة التوجه إلى هيئات أخرى، كالتوجيه والتخطيط أو الإدارة التربوية، فإن ذلك راجع إلى كون الواقع المادي الذي تمارس فيه الشغيلة التعليمية عملها داخل المؤسسات واقع منفّر، والمدرسة العمومية تنعدم فيها أبسط شروط الاستقطاب، ولهذا يسعى نساء ورجال التعليم إلى البحث عن تحسين أوضاعهم، إما عن طريق الالتحاق بمراكز التوجيه والتخطيط، أو عبر الإدارة التربوية”.
وأردف: “لو كان المسؤولون صادقين لبوّؤوا نساء ورجال التعليم المكانة التي تليق بهم، وتحسين أوضاعهم الاجتماعية والمادية”، معتبرا أن حرمان أساتذة التعليم الابتدائي والإعدادي من حقهم في الترقي إلى الدرجة الممتازة، “تمييز وخرق لروح الدستور”.
عبد اللطيف الزايدي، مسؤول الإعلام والتواصل بتنسيقية متدربي مركز التوجيه والتخطيط التربوي بالرباط، انتقد ما سمّاه “الازدواجية في الخطاب واللا منطق في التعامل” من طرف الوزارة مع هذه الفئة من الشغيلة التعليمية، مشيرا إلى أن هيئة التفتيش، مثلا، أعطيت لها قيمة اعتبارية عالية مقارنة مع هيئة التوجيه والتخطيط التربوي.
وقال إن اتفاق 14 يناير الموقع بين الحكومة وأربع نقابات تعليمية، وإن كان يتضمن إيجابيات، إلا أن النظام الأساسي الذي جاء به “لن يكون نظاما ناجحا، بل سيعيد حكاية نظام 2003″، داعيا إلى “إنصاف متدربي مراكز التوجيه والتخطيط، وجميع الفئات التي تعاني من الحيف”.
وأضاف أن متدربي مراكز التوجيه والتخطيط “يعيشون وضعية نفسية بسبب هذا الوضع، والدليل هو الاحتجاج الذي نراه في الشارع”.
من جهتها، قالت هاروش جميلة، منسقة الإعلام والتواصل بتنسيقية الأطر المتدربة، إن ما تمور به الساحة التعليمية يعكس الرغبة في المرور إلى تحقيق إصلاح حقيقي وشامل للمنظومة التربوية، من خلال تنزيل الرؤية الاستراتيجية لإصلاح المنظومة والنموذج التنموي الجديد الذي شدد على أن الرأسمال البشري هو أهم ركيزة لتحقيق الإصلاح.
وأشارت المتحدثة إلى أن استثناء المتصرفين التربويين من اتفاق 14 يناير، أدى إلى وقوع ارتباك في جميع المراكز بالمغرب، “لأن الاتفاق كان انتكاسة لهذه الفئة، حيث تمت مقاطعة المجزوءات المتعلقة بالأسدوس الأول، ومقاطعة التكوينات الميدانية وداخل الأقسام، ووقع شلل في التكوين داخل المراكز”، على حد تعبيرها، مردفة: “ما نريده هو أن يكون لدينا نظام أساسي منصف، وألّا يكون هناك ضحايا جد