مراكش – مريم شقيق
تجسيدا للاهتمام الذي توليه للقضايا الاجتماعية، انشأت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بحي الكدية بمراكش، المركب الاجتماعي متعدد التخصصات الذي تم تشييده بتكلفة اجمالية بلغت 4 ملايين و300 ألف درهم، ساهمت فيها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بمبلغ 1 مليون درهم، خصص للتجهيز، بينما ساهم صندوق دعم السكن ب3 ملايين و300 ألف درهم، خصصت لأشغال البناء التي نفذتها شركة العمران، حسب المعايير المطلوبة في هذا المجال، مع الجمع بين التقليد والحداثة، وذلك لضمان راحة المستفيدين وجميع الشروط اللازمة لتعلم وتكوين ذي جودة.
ويهدف هذا المركب، الذي تسهر على تسييره المنسقية الجهوية للتعاون الوطني، إلى توفير فضاء للتكوين موجه للنساء في وضعية صعبة، والتمكين والإدماج الاقتصادي.
ويوفر المركب، الذي يندرج في إطار البرنامج الثاني “مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة” من المرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ويستفيد منه سنويا حوالي 200 شخص، تكوينا في حرف الخياطة العصرية والتقليدية والحلاقة والتزيين وفن الطبخ والحلويات، بالإضافة إلى الإعلاميات ومحو الأمية والتوعية والتحسيس.
ويشمل المركب متعدد التخصصات، الذي بني على طابقين، ثلاث قاعات للتعليم الأولي وفضاء لفائدة الأطفال في وضعية إعاقة، وقاعة للإسعافات الأولية ومرافق إدارية وورشات للتكوين والتأهيل الحرفي.
وذكرت المسؤولة عن المركب الاجتماعي “حي الكدية”، ابتسام الصماط، في تصريح صحفي، بأن هذه البنية التحتية رأت النور بفضل الجهود المشتركة بين مؤسسة التعاون الوطني والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وافتتح المركب رسميا في أكتوبر 2022، لفائدة نساء وأطفال حي الكدية الذين وجدوا فضاء حقيقيا لممارسة العديد من الأنشطة.
واستعرضت، في السياق ذاته، الدورات التكوينية التي يوفرها المركب، الذي يضم، أيضا، فضاء مخصصا لأطفال الحي، أولئك الذين يوجدون في وضعية هشاشة ويستفيدون من العديد من خدمات المركب.
وأشارت السيدة الصماط إلى أن المركب الاجتماعي متعدد التخصصات يتوفر، كذلك، على خلية استماع تواكب وتدعم النساء في وضعية هشاشة، أو ضحايا العنف.
كما أعربت عن امتنانها لصاحب الجلالة الملك محمد السادس على العناية السامية التي ما فتئ جلالته يوليها لجميع شرائح المجتمع، ولاسيما الفئات في وضعية هشاشة، وعلى الجهود التي تبذلها المملكة للنهوض بأوضاعها الاجتماعية والاقتصادية وتأمين حياة كريمة لها.
وخلصت إلى أن هذه المركبات الاجتماعية متعددة التخصصات تلعب دورا هاما كما يتضح من العدد الكبير من الأشخاص الذين يستفيدون من التكوين في العديد من الحرف، والتي تمكنهم، في نهاية المطاف، من الاندماج بشكل أفضل في الحياة المهنية والأسرية.
في نفس السياق تم بفضل مساهمة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، هناك مشروع تهيئة وتجهيز أقسام مندمجة بمدرسة الإمام الرازي الواقعة في “الحي المحمدي”، والذي يندرج في إطار البرنامج الثاني “مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة”.
وتضمن هذا المشروع، الذي تسييره (جمعية سفراء التوحد)، بناء وتجهيز قاعتين موجهتين للتربية الخاصة، ومطبخ، وفضاء للتأهيل الحسي الحركي للأطفال المصابين بالتوحد، وكذا مرافق إدارية، وهو موجه للأطفال في وضعية إعاقة وأطفال التوحد.
ويعد هذا المشروع، الذي تطلب تعبئة غلاف مالي إجمالي قدره 537ر651 ألف درهم، وفرته المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، موزعا على 537ر351 ألف درهم لتمويل التهيئة، و300 ألف درهم لتمويل التجهيزات، ثمرة شراكة بناءة بين المديرية الجهوية للتربية (المواكبة)، والمديرية الإقليمية للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة (توفير قاعتين، وتأطير ومواكبة ودعم أنشطة الجمعية التي تسيير المشروع)، وجمعية سفراء التوحد (اقتناء التجهيزات والتسيير).
وقالت رئيسة (جمعية سفراء التوحد)، نجيبة الخطاري، في تصريح صحفي إن هذه الجمعية، التي تأسست سنة 2017، تهدف إلى المساهمة في الإدماج الاجتماعي لهؤلاء الأطفال، من خلال تقديم خدمات شبه طبية لهم، مشيدة بالدور الكبير الذي اضطلعت به المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لكي يخرج هذا المركز إلى حيز الوجود، وتزويده بأحدث التجهيزات في هذا المجال.
وأوضحت أن جميع الأطفال المسجلين حاليا في هذه البنية يستفيدون من حصص في تقويم النطق والعلاج النفسي الحركي، فضلا عن الرياضة، معبرة عن شكرها الخالص لصاحب الجلالة الملك محمد السادس على الجهود الحثيثة التي يقودها جلالته من أجل تكفل أمثل، وتكوين ومواكبة الأطفال المنحدرين من أوساط في وضعية هشاشة ويعانون من إعاقة.
وذكرت السيدة خطاري، وهي أم لطفل مصاب بالتوحد، بأن جمعيتها تعمل، أيضا، على تحسيس وتوعية أسر الأطفال المصابين بهذا المرض، من خلال تكوينات في هذا المجال، معربة عن أسفها لوجود بعض حالات التوحد المعقدة التي يستقبلها المركز.
وتابعت أن “المركز، الذي يستفيد منه حاليا 25 طفلا مصابا بالتوحد، يتوفر على سبعة أطر متخصصة في التربية الخاصة، وأخصائي في تقويم النطق، وآخر في العلاج النفسي الحركي، وطبيب نفساني، فضلا عن أطر إدارية. كما يستعين المركز بمتدربين”، معتبرة أنه “لولا المساهمة المعتبرة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية ما كانت هذه النتائج المشجعة لتتحقق مطلقا”.
شاهد أيضاً
إطلاق النسخة العاشرة لحملة “سيداكسيون المغرب” .
تنظم جمعية محاربة السيدا، خلال الفترة ما بين 1 و31 دجنبر المقبل، النسخة العاشرة لحملة …