زيارة جلالة الملك المغفور له مرفوقا بولي عهده آنذاك الأمير مولاي الحسن طيب الله ثراهما لمدينة أبي الجعد لتأسيس مدرسة أبي الجعد.
مؤنس الشرقاوي
بعد أن كانت أبي الجعد تتوفر على عدد كبير من المساجد المنتشرة في كل الأحياء لتعليم القرآن الكريم ومدرسة وحيدة بالمرح الكبير لتدريس مختلف المواد، تشكلت مجموعة مكونة من مثقفي المدينة على رأسهم الفقيه العلامة اسموني رحمه الله ، من أجل أن تحضى مدينة أبي الجعد بمدرسة “عربية”.
وبعد ذهاب وإياب بين أبي الجعد والعاصمة الرباط لمدة طويلة توجت يوم 29 يونيو 1941 بالزيارة الملكية للمغفور له جلالة الملك محمد الخامس مرفوقا بولي عهده آنذاك مولاي الحسن طيب الله ثراهما، من أجل وضع الحجر الأساس لبناء مدرسة الحسنية التي سميت بهذا الإسم تيمنا باسم ولي العهد مولاي الحسن الذي كانت شخصيته ترمز لدى أبناء ذلك الجيل إلى الشباب الوطني الناهض، الذي يريد أن يدخل بالمغرب عصر الحداثة والنهضة.
يذكر أنه بمجرد إعلان “البراح” أن الملك سيحل بأبي الجعد وأنه سيتم إعداد قصر بالمدينة من أجل استقباله، حتى استجابت نسوة المدينة بتوفير أجمل الزرابي التي جمعت آنذاك بمسجد الشيخ، والتي استعملت أثناء الزيارة لتزيين جدران المدينة حتى درب القصيرة.
وجدير بالذكر أن المدرسة الحسنية بأبي الجعد ظلت تقوم بأدوارها الإحيائية والنهضوية، وتدفع بأجيال وراء أجيال في مختلف المجالات الإبداعية والعلمية من طب وفكر وهندسة وتعليم، مثل مؤسسة النهضة في سلا، ومدرسة محمد الخامس في الرباط، ومدرسة ابن يوسف في مراكش، وجميع هذه المنارات قد كان لها الفضل الكبير في إذكاء شعلة الوطنية، ومدها بالأطر والكفاءات التي استطاعت أن تبني المغرب الحديث.
مقال صادر عن
الصحيفة الفرنسية اليومية:
“المغربي الصغير” بتاريخ 14
يوليوز1941 بعنوان:
“زيارة السلطان محمد الخامس لمدينة أبي الجعد”
واصل جلالة السلطان، رحلة العودة إلى الرباط صباح اليوم الاثنين بعد أن أمضى ليلته من الأحد إلى الاثنين ببني ملال.
توقف قصير في أبي الجعد، كان منتظرا عند مدخل المدينة، على طريق قصبة تادلة.
لهذا الغرض، أقيمت الخيام في مكان بارز تم من خلاله الكشف عن بانوراما المدينة بأكملها مع آلاف المباني البيضاء النقية،
تهيمن على حدائقها المظلمة المآذن والمساجد ذات القبب الخضراء.
في كل مكان، في الحقول المفتوحة، كانت أغلى السجادات متناثرة على الأرض، والتي شكلت فراش زهور نادر.
بالكاد تم احتوائه من قبل الشرطة والمخازنية، كان الحشد كبيرا، تدفق من جميع أنحاء المنطقة، للتعبير عن فرحتهم بالسلطان المبجل.
لوحظ بشكل خاص في المنصة الشرفية، الشرفاء ورؤساء الزاوية الشرقاوية والقياد والقضاة والسكان المحليين.
بقدر ما يمكن للعين أن تراه على جانبي الطريق، شكّل حشد لا يحصى من الفرسان والمشاة المتحمسون حاجزًا طويلًا.
في الساعة 10 صباحًا، وصل الموكب السلطاني لصاحب الجلالة سيدي محمد يرافقه
– مم. المراقبين المدنيين
– “بوسييه” رئيس جهة الدار البيضاء.
– “بيلون” رئيس إقليم واد زم،
تم استقباله بواسطة
– السيد المراقب المدني ورئيس ملحقة أبي الجعد. “بيرين”
ترجل على الفور إلى الخيمة الكبيرة التي تم حجزها له، ليتلقي تباعا هدايا وعطايا:
– الشرفاء،
– القائد سيد الحاج عبد القادر الحاج الشرقاوي،
– القاضي سيد الحاج عبد الله بن الحاج العربي،
القواد:
– دحو بن مالكي ،
– محمد بن جيلالي،
– بن ناصر
– وخليفة سيدي بنداوود.
بعد ذلك جاء وقت حفل الهدية تقدم لجلالة السلطان هدايا الزاوية والمدينة والقبائل.
نلاحظ على وجه الخصوص:
– نسخة نادرة جدًا من مخطوط “دليل الخيرات”، من نسخ لأحد أجداد سيد أبي الجعد،
– أثواب الحايك البزيوي الرفيع،
– خنجر ذهبي محفور، بالإضافة إلى جواهر أخرى،
– ثلاث خيول رائعة ، ومنتجات رائعة لتربية بني زمور.
وينتهي الحفل بتقديم مندوب الجمعية المسؤولين ورؤساء الخدمة وشرقاوة وأعيان المدينة. بعد الترحيب الكبير لأهل بجعد، يغادر جلالة السلطان أبي الجعد حوالي الساعة 10 صباحًا 30، مواصلا رحلته إلى واد الزم وخريبكة.
Titre : Le Petit Marocain
Éditeur : (Casablanca)
Date d’édition : 1941-07-14
BOUJAD LE PASSAGE DE S. M. LE SULTAN
Sa Majesté le Sultan, après avoir passé la nuit de Dimanche à Lundi à Beni-Mellal a poursuivi son voyage de retour vers Rabat, lundi matin.
Un court arrêt était prévu à Boujad, à l’entrée de la ville, sur la route de Kasbah Tadla.
A cet effet, des tentes avaient été dressées sur une éminence d’où se découvrait le panorama de la ville entière avec ses mille constructions d’une blancheur immaculée, ses jardins d’un ton sombre que dominaient les minarets élancés et les mosquées aux toits verts. Tout autour, en pleins champs, les tapis les plus riches, jonchaient le sol et constituaient un parterre rare.
Difficilement contenue par la police et les mokhaznis, la grande foule accourue de tous les coins de la région, était là pour acclamer son Sultan vénéré.
Remarqués particulièrement dans l’enceinte d’honneur les Chorfas, les chefs de la Zaouïa Cherkaoua, les Caïds et magistrats indigènes. A perte de vue, sur les bords de la. route, une affluence innombrable et enthousiaste, de cavaliers et de piétons, faisait une longue haie.
A 10 heures, le cortège impérial arrive. Sa Majesté Sidi Mohamed qu’accompagnent
– MM. les Contrôleurs Civils
– “Poussier”, chef de la Région de Casablanca,
– Billon, chef du territoire d’Oued-Zem,
est reçue par
– M. le contrôleur civil
– Perrin, chef de l’Annexe de Boujad.
Elle se rend aussitôt sous la grande tente qui lui a été réservée, et reçoit successivement les hommages:
– des Chorfas,
– du Caïd Sid Hadj
Abdelkader El Hadj Cherkaoui,
– du Cadi Si Hadj Abdedallah ben Hadj Larbi,
– des Caïds
– Daho ben Malki,
– M’hamed ben Jilali,
– Bennaceur
– et du Kalifa Sidi Bendaoud.
Ensuite, c’est la cérémonie de la Hédia et la présentation à Sa Majesté des dons de la Zaouïa, de la ville et des tribus.
Remarqués notamment: exemplaire très rare du « Dalil El Khirat », œuvre d’un des ancêtres du Sid de Boujad, des haïks Bziouis d’une finesse remarquable, un poignard en or ciselé, ainsi que d’autres bijoux, 3 superbes chevaux, magnifiques produits de l’élevage des Beni-Zemmours.
La réception prend fin sur la présentation du délégué de la L. F. C., des fonctionnaires, chefs de service, des cherkaoua et des Notables de la ville.
Follement acclamée par la foule, Sa Majesté quitte Boujad vers 10 h. 30, continuant son voyage sur Oued-Zem et Khouribga.