المسار الجديد/ مؤنس الشرقاوي
احتضنت قاعة صفوان بمدينة أبي الجعد، مساء الجمعة 14 أبريل 2023، حفل توقيع كتاب “نبش في تاريخ التعليم مدينة أبي الجعد نموذجا”، لمؤلفه الأستاذ الحاج محمد ازريعة، هذا الحفل الذي نظمته جمعية البلسم للتربية والثقافة والفن وجمعية المنار للتربية والثقافة فرع أبي الجعد، بتنسيق مع المديرية الاقليمية لوزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة -والمجلس الجماعي لأبي الجعد. وذلك بحضور ثلة من الأساتذة والمثقفين والمهتمين بالشأن التربوي والتعليمي.
بدأ الحفل بكلمة ترحيبية للحضور الكريم، أخذ فيها الكلمة المؤلِّف الأستاذ الحاج محمد ازريعة تناول فيها الإرهاصات الأولى لنشوء فكرة تأليفالكتاب، ومحاوره المتنوعة والأحداث التي أثرت لإخراج هذا المولود، منذ مرحلة طفولته مرورا بمرحلة الإنجاز والعطاء وانتهاء بمرحلة الإخراج متحدثا عن سيرة مجموعة من الشخصيات التربوية والتعليمية بالمنطقة، الذين قدموا إسهامات كثيرة في المجال التربوي والتعليمي.
وأشار إلى أن الهدف من الكتاب هو تسليط الضوء على الكثير من الأحداث والقضايا الكبرى التي مرت على التربية والتعليم بالمغرب عموما ومدينة أبي الجعد على الخصوص، حيث تمكن الكاتب من خلال عمله كمدرس لمادة الرياضيات من الاطلاع عليها والمساهمة في صناعة وصياغة العديد من تفاصيلها وأضاف بأن الكتاب يجمع بين تجربة حياة الكاتب وسيرته الذاتية وبين شهادته لأحداث المرحلة التي عاشها وكان جزءا لايتجزأ منها مما أعطى الكتاب زخما ومصداقية عالية المستوى، وقد تمكن الكاتب من عرض محتوى الكتاب بمنتهى السلاسة والوضوح والانضباط والشفافية مستعرضا محتوى فصول الكتاب مقسما إياه إلى ثلاث اقسام:
القسم الاول: التعليم في عهد الزاوية الشرقاوي،
القسم الثاني: التعليم في عهد الحماية،
القسم الثالث: التعيم في عهد الاستقلال،
كما تطرق بإسهاب عن سبب التسمية ومفهوم غلاف الكتاب للفنان التشكيلي البجعدي المعطي حصاري.
يحتوي الكتاب على “200” صفحة، مرفوقا بالعديد من الوثائق الشهادات والصور الفوتوغرافية المهمة مما أعطى الكتاب درجة عالية من المصداقية الأحداث والمحطات المفصلية والمهمة التي مرت بالتعليم المغربي بطريقة سلسة ومترابطة ووصف الأحداث وصفا دقيقا خلال الحقبات عهد الزاوية الشرقاوية وعهد الاستعمار واخيرا فجر الاستقلال مما ميز الكتاب بشموليته وإيجازه فجاء الكتاب مختلطاً بتجربة ذاتية وموضوعية، بعده تقدم الدكتور عبد الكبير الحسني بقراءة نقدية للكتاب تناول فيه القيمة التاريخية للكتاب والصعوبات الإبستمولوجة المرتبطة بعملية التأريخ لموضوع التعليم اعتبارا لكون موضوع التاريخ مرتبط دوما باشكالات معرفية مركبة.
بعه أخذ الاستاذ ابراهيم البحراويتطرق فيه لموضوع العنوان محللا مكوناته اللغوية منطلقا من كون المدخل الرئيسي لموضوع الكتاب منطلقا من المقولة الشائعة حول ابناء المدينة “البجعديين قراية “.
بعد ذلك ركز الاستاذ صلاح النياكي، على الدلات المعجمية لعنوان الكتاب انطلاقا من كلمة “نبش”.
أما الأستاذ الصحراوي فارية، فقد تناول دراسة لصورة الغلاف مبرزا الرموز الي يوحي إليها كل عنصر بها من خلال المستوى التمثيلي والمستوى التواصلي لمكونات الصورة باعتبارها أيقونة دلالية.
وقد أجمع كل المتدخلين على القامة الفكرية للمؤلف الأستاذ الحاج محمد ازريعة والقيمة العلمية المخضرمة والمعروفة للكتاب، وغنى ما ألفه وعمق مايجمع بين دفتيه من تجربة غنية وثرية ميدانية في الميدان التربوي والتعليمي بأبي الجعد.
وقد استحسن الحاضرون هذا السبق الأدبي والثقافي، للمؤلف، لأنه يؤرخ لتاريخ التربية التعليم بالمنطقة انطلاقا من السياسة التعليمية العامة، وسيكون مرجعا٦للطلبة والباحثين والمهتمين من جهة أخرى.
وقد أتاحت هذه المبادرة للذاكرة المحلية فرصة لقاء الكاتب عن قرب والحصول على إهداء توقيع بخط يده ضمن حفل توقيع الكتاب.