أخبار عاجلة

استراتيجية الصمت

استراتيجية الصمت

حسن الاشهب

هناك من يرى الصمت نوعاً من أنواع الحياد، لكن العكس هو الصحيح: الصمت انحياز، وضمن أنواع الحياز، هو أخطر انحياز.

الصمت يخدم في العمق الأطروحة النقيضة. وحتى وإن كان يبدو بأنه لا يخدم أية أطروحة، فهو يخدم الذات.

“السكوتي” يعتبر نفسه خارج الصراع، ولكن في العمق، هو يلتزم الصمت لقضاء مآربه، أو اعتقاداً منه بأنه بصمته يمكن أن يحافظ على مصالحه.

في مجال النضال النقابي، الصمت نوع من أنواع الانتهازية. كأن “السكوتي” هنا يقول للمناضل النقابي: اذهب أنت وربك فقاتلا، إنّا ها هنا قاعدون! قاعدون، وعندما تأتون بالنتائج، سنستفيد.

في مجال النضال السياسي، “السكوتي” يتظاهر بروح الانتماء، فهو قد يحضر الاجتماعات وقد يحضر المظاهرات وقد يحضر الاحتجاجات، ولكنه سيتوارى إلى الوراء كمن يسرق حضوره ولن ينبس ببنت شفة وكأن حاله يقول: قلبي معكم وسيفي مع معاوية!

في مجال تدبير الصراعات المؤسساتية (لجان إدارية، شعب، مجالس…)، السكوتي يلتزم الصمت ولا يساهم لا باقتراح ولا بمعارضة اقتراح، وعندما يحتدم النقاش والصراع، يقف موقف المتفرج وكأن باله يقول: “بيناتكوم أ بيضاوة”!

“السكوتي” غالباً ما يتحاشى الأضواء، ودائماً ما يتظاهر بالطيبوبة، ودائماً ما يبتسم، بمناسبة أو بدون مناسبة، ولكنه عندما يحس بأن موقعه في خطر، وأن مصالحه في خطر، يتخندق في الأخير ويكشر عن أنيابه المخفية!
توقيع عالم الاجتماع قيس مرزوق الورياشي أحد قيدومي النضال السياسي والمدني في مدرسة اليسارالمغربي الأممي خط التقدم والاشتراكية بالشمال زمن سبعينيات القرن الماضي…اجديد له جدة والقيدوم لا تفرط فيه..تحية رفاقية

عن admin

شاهد أيضاً

أبرز ما جاء في الصحف الوطنية الصادرة اليوم الأربعاء 02 أكتوبر 2024.

مؤشر المؤسسات .. المغرب يتفوق على دول شمال إفريقيا ويتقدم بـ 5 درجات عالميا (رسالة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *