اعدها للنشر: الشرقاوي مهداوي، ابو ادم
في اطار الأنشطة التحضيرية لمؤتمر الاطراف الثامن والعشرين للاتفاقية الاطارية للأمم المتحدة بشأن المناخ (COP28)، ينظم النادي المغربي للبيئة والتنمية ومختبر المجتمعات، التراب والتاريخ والتراث بكلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة محمد الخامس-الرباط يوم الاثنين 24 يوليوز 2023، بقاعة المنوني، كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط (الكلية المركز، باب الرواح)، تحت اشراف: ذ. جمال الدين الهاني، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، وتنسيق: الأساتذة محمد فتوحي، نادية مشوري، إدريس شحو. ورشة عمل حوارية حول: رهانات وأولويات الكوب 28، عبارة عن بانيل في شكل حلقة حوارية تفاعلية، ومداخلات مركزة، وبمشاركة: ممثلي الأطراف والجهات المعنية بقضايا المناخ:
- جهات حكومية: ممثلون عنقطاع التنمية المستدامة، الوكالة الوطنية للمياه والغابات، الوكالة الوطنية للمياه والغابات، وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، مديرية تدبير المخاطر الطبيعية
- منتخبون وطنيون ومحليون
- أكاديميون: متخصصون في التغيرات المناخية من مختلف الجامعات والمعاهد العليا مع حضور معتبر للشباب من الجنسين.
- منظمات المجتمع المدني.
- قطاع الإعلام.
- القطاع الخاص.
فيما يلي الورقة التقديمية والبرنامج:
خلفية عن التغير المناخي ومؤتمر الأطراف COP(الكوب)
تعتبر قضية تغير المناخ أحد أصعب التحديات العالمية التي لا تحترم الحدود الوطنية بسبب تداعيات وآثار انبعاثات غازات الدفيئة، خاصة غاز ثاني أكسيد الكاربون وغازات الميثان …. على التوازن البيئي والجوانب الاقتصادية والاجتماعية للتنمية في كل مكان من الكرة الأرضية (اختلال النظم البيئية، تهديد التنوع البيولوجي ، ازدياد وثيرة الحالات القصوى من جفاف وفيضانات وعواصف ، ارتفاع مستويات البحر، الهجرات ، تهديد سبل عيش الإنسان ) . إنها مشكلة تتطلب تنسيق الحلول على المستويات الدولية والإقليمية والوطنية والمحلية.
تشكل اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (UNFCCC) التي صادقت عليها 197 دولة طرف بعد مؤتمر ريو 1992 إطارًا لتعاونالمجتمع الدولي في مكافحة تغير المناخ. ومن أجل تتبع تنفيذ ومراجعة أولويات هذه الاتفاقية، ينظم المجتمع الدولي كل سنة مؤتمراللأطراف، يعرف بالكوبCOP) .وقد اعتمدت البلدان اتفاقية باريس سنة 2015 خلال الكوب21 (الذي جاء بعده تنظيم الكوب 22 بمراكش سنة 2016. وكان أخر مؤتمر لأطراف الاتفاقية الإطارية للمناخ هو الكوب 27 الذي انعقد بشرم الشيخ 2022. فبموجب اتفاقية باريس، ومن أجل حماية كوكب الأرض توافقت جميع الدول على العمل على حصرزيادة ارتفاع درجة الحرارة العالمية في حدود ما دون 2 درجةمئوية مقارنة بالفترة ما قبل العصر الصناعي،مع السعي إلى عدم تجاوز 1.5 درجة مئوية خلال القرن الواحد والعشرين .
وعلى المستوى الوطني، يعاني المغرب من عواقب CC رغم أن مسؤوليته ليست كبيرة في انبعاثات غازات الدفيئة،فهو لا يساهم إلا بأقل من 1٪ من تلك الانبعاثات المسؤولة عن التغير المناخي. لقد عبرالمغرب عن رغبته القوية في أن يكون جزءًا من الجهود الدولية المبذولة لتنفيذ اتفاقية باريس عبر إجراءات التكيف والتخفيف ، حيث التزم بخفض انبعاثات غازات الدفيئة في أفق 2030 بنسبة 17٪ (بواسطة الإمكانيات الذاتية) وبنسبة 42٪ بشرط الحصول على التمويل من الصندوق الأخضر المقرر بمقتضى اتفاق باريس، كما أن تجربة المغرب في التحول نحو الطاقات المتجددة – وفقا لالتزامه ببلوغ نسبة 52% من استعمال الطاقات النظيفة في سنة 2030 – يعتبر مؤشرا دالا لمكافحة اسباب وتداعيات التغير المناخي والتحول نحو الطاقات النظيفة ..
لقد بات اليوم من المؤكد أن العالم يواجه مشاكل مقلقة ومتراكمة بسبب استمرار تغير المناخ من أبرزها تنامي موجات الحرارة والجفاف وتهديد التنوع الإحيائي وارتفاع مستويات البحر بمستويات غير مسبوقة واتساع نطاق الظواهر القصوى من فيضانات وأعاصير ومخاطر الكوارث الطبيعية والمناخية.
ورغم الجهود الدولية المعلنة لمواجهة هذه المشاكل، يطرح المعنيون بالشأن المناخي هذا السؤال: هل هناك تقدم فعلينحو تنفيذ اتفاقية باريس وحصر ارتفاع حرارة الأرض في حدود العتبة المحددة أثناء الكوب 21 وكذا مؤتمرات الأطراف المتتالية منذ أول كوب في برلين سنة 1995 إلى أخر كوب بشرم الشيخ سنة 2022 ؟
وفقًا لتقارير علماء الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ GIEC والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية OMMتظل النتائج المحققة دون الملتزم به في مختلف مؤتمرات الأطراف المتعاقبة، وهذه بعض المؤشرات التي أكدها التقرير السادس لهذه الهيئة المختصة:
- كانت السنوات الثماني الماضية هي الأكثر سخونة على مستوى العالم، حيث تصدرت الأعوام 2016 و2019 و2020 و2022،
- · في عام 2022 كان متوسط درجة الحرارة على كوكب الأرض أعلى من قيمته المعتادة بحوالي + 1.15 درجة مئوية مقارنة بالمتوسط الملاحظ في بداية منتصف القرن 19 ،
- في ظل الاتجاهات الحالية لزيادة انبعاثات غازات الدفيئة من المحتمل أن تعرف الأرض من هنا لنهاية القرن الحادي والعشرين متوسطا في زيادة الحرارة بمتوسط يتراوح بين 1.1 و6.4 درجة مئوية
- لتجنب المخاطر المرتبطة بتغير المناخ، من الضروري تقليل انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة 60٪ بحلول عام 2050 حسب خبراء GIEC ( التقرير السادس GIEC 2022)
من خلال تتبع مخرجات معظم مؤتمرات الأطراف الأخيرة ، يبدو أن البون لازال كبيرا بين المأمول الملتزم به وبين المحقق من اتفاقية باريس وأن هدف حصر ارتفاع متوسط درجة حرارة الكوكب الأرضي دون الدرجة والنصف مقارنة بمستوى 1850 وكذا تحقيق مبادئ العدالة المناخية والإقرار بمسؤولية الدول الكبرى في مجال التغير المناخي ودورها في تعويض الخسائر والأضرار الناجمة عن الاختلال المناخي أمور بعيدة المنال ، ومن هنا يطرح سؤال ثاني ونحن في سياق الإعداد لمؤتمر الأطراف القادم : هل الكوب 28 المقرر عقده بدبي بدولة الإمارات العربية المتحدة في الفترة ما بين 30 نونبر و23 دجنبر 2023 سيكون فرصة للتوصل إلى إيجاد الأجوبة العملية والقرارات المؤجلة خاصة تلك المرتبطة بصندوق تعويض الخسائر والأضرار ، وتمويل إجراءات التكيف والتخفيف المتفق بشأنها سابقا ، وبلوغ الحياد الكاربوني وبناء الشراكات من أجل التحول نحو الطاقات العادلة والنظيفة والعلاقة بين التغير المناخي والنظم الغذائية ؟ إنها قضايا ورهانات ستكون موضوع المفاوضات القادمة خلال الكوب 28
في هدا السياق ومن اجل التحضير القبلي للكوب 28 واسماع رأي المجتمع الاكاديمي والمجتمع المدني حول مختلف القضايا السابقة ، وإبلاغ هذا الرأي للمفاوض الوطني والدولي تنظم كل من جمعية النادي المغربي للبيئة والتنمية باعتبارها المنسق الوطني للشبكة العربية للبيئة والتنمية وكذا مختبر مجتمعات، تراب تاريخ وتراث بكلية الآداب والعلوم الإنسانية- جامعة محمد الخامس-الرباط حلقة حوارية Panel discussion حول رهانات وأولويات الكوب 28 من منظور دولي ووطني وذلك يوم 24 يوليوز بكلية الآداب والعلوم الإنسانية الرباط ((الكلية المركز، باب الرواح)
الاهداف
- التذكير برهانات وتداعيات التغيرات المناخية دوليا ووطنيا ومحليا
- مناقشة تداعيات التغيرات المناخية بالنسبة للأمن المائي والأمن الغذائي والأمن الطافي والتنوع الإحيائي؛
- التعريف بأولويات ورهانات الكوب 28 في ضوء اتفاقية باريس؛
- ابراز أهم القضايا التي يجب الترافع بشأنها خلال المفاوضات الكوب 28 لدى الجهات الوطنية والدولية؛
- التأكيد على أدوار ومشاركة الفاعل الأكاديمي والفاعل المدني والفاعل الترابي والقطاع الخاص في التصدي للتغير المناخي من خلال الشراكة والتعاون مع الجهات الحكومية والمؤسسات الدولية والإقليمية ذات العلاقة ،
- صياغة رسائل وتوصيات للكوب 28 تعكس وجهات نظر المشاركين في هذا الملتقى الحواري