كنز سرغينة… حكاية الشاب الذي رأى في الحلم أن شخصا يخبره بوجود كنز في أحد جبال سرغينة، ولقنه تعويذة لإخراجه.
مصطفى الحسناوي
تداولت عدة صفحات وحسابات فيسبوكية محلية، بمنطقة بولمان، منذ يوم الخميس 07 يونيو الجاري خبرا عن وجود كنز بأحد جبال منطقة “سرغينة”، وهي جماعة قروية تابعة لإقليم بولمان.
الأخبار التي انتشرت على نطاق واسع تتعلق بالحسين جغيغ، شاب في الثلاثينات من عمره، من أبناء المنطقة، رأى في الحلم أن شخصا يخبره بوجود كنز في أحد جبال سرغينة، ولقنه تعويذة لإخراجه.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل التقى الشخص الذي ظهر في المنام، بالشاب الحسين يقظة وصافحه، وكرر عليه التعويذة، واشترط عليه إحضار ساكنة الدواوير المجاورة، والصلاة ركعتين صلاة جماعية، ليأخذ كل واحد منهم نصيبه.
وكتبت إحدى تلك الصفحات: “أنه على جميع سكان أيت علي، تيشوت وأيت شرو، شيبا وشبابا، إناثا وذكورا، الحضور إلى مكان يسمى تيزي، يوم الاثنين 26 رمضان، على الساعة الثامنة صباحا، مرفوقين ببطاقات التعريف والاعلام الوطنية وصور الملك، لتبدأ عملية تسجيلهم للاستفادة من كنوز لم يحدد نوعها وطبيعتها بعد استخراجها من طرف المعني بالأمر حيث يملك مفاتيح أبواب موصدة عليها لا يمكن فتحها إلا بحضوره على حد قوله”.
وقال الشاب الحسين، الذي تناقلت عنه الصفحات المذكورة، أنه شخص طبيعي، لايعاني من أي امراض أو اضطرابات: “أن منطقة سرغينة ينتظرها مستقبل زاهر كبناء مدينة كبيرة بكل مقوماتها، في السنوات القليلة المقبلة، والقضاء على الفقر نهائيا وأن يصبح كل السكان أغنياء غناء فاحشا”.
بدا لي الأمر أشبه بكذبة أبريل، أو محاولات لرفع عدد المتابعات لهذه الصفحات، إلى أن تفاجأت هذا الصباح على الساعة الثامنة بالنقل المباشر لتوافد أعداد من المواطنين، لمكان الكنز المفترض، وهذا أحد الفيديوات التي وثقت لتوافد الناس في وقت مبكر.
بدأ توافد الناس في وقت مبكر جدا من صباح اليوم، حوالي الخامسة صباحا، ومنهم من بات ليلته هناك، وتم نشر أول صور الوافدين على الساعة السادسة من صباح هذا اليوم، وتوجد صور لقدوم الناس ليلا كهذه الصورة التي التقطها أحد النشطاء، منتصف ليلة أمس
وذهبت التأويلات والتفسيرات، في معنى اسم منطقة “سرغينة” فقال البعض، أنها تعني: سر الغنى، وتم تداول هذا التفسير على نطاق واسع، لدرجة أنهم قالوا أن ذلك علامة على وجود الكنز، وأن المنطقة تحمل سر غناها في اسمها وتحت تربتها.
الفيديو التالي يظهر صعود الناس إلى الجبل بأعداد كبيرة
بعد صعود الآلاف من السكان، من حوالي سبع دواوير مجاورة، قدموا عن بكرة أبيهم، قدرهم البعض بعشرين ألفا، قدم بعضهم من مدن بعيدة، وبات بعضهم ليلته في مكان قرب الجبل، وبعد أن أدوا صلاة جماعية كما أمرهم الشاب، وفي غياب تام للسلطات، التي قيل أنها أخذت علما بالأمر، ألقى الشاب خطبة عصماء في الحاضرين، هذا أحد فيديواتها.
وبعد أن ألقى خطبتة عصماء، مليئة بالأخطاء، حيث لاخيط ناظم بين فقراتها، يبدو أنه نقلها من مجموعة كتب، تتعلق بالعقيدة، تحدث عن التوحيد، والإيمان بالغيب، وبالقضاء والقدر، والاعتقاد الجازم بأن الرازق هو الله، أخبر الشاب، جموع الحاضرين، أن مايوجد أسفل الجبل هو أغلى من الذهب، وأنه لن يكفي سكان المنطقة وحدهم، بل سكان العالم، ثم طلب منهم الانقسام لمجموعة تساعده فيما سيقوم به ومجموعة تنتظر، وطمأن الجميع ان كل واحد سيصله نصيبه إلى منزله.
وعلق أحد الفيسبوكيين على خطورة الأمر وغرابته بالفيديو التالي:
وبقي الشاب في كل مرة يفتتح خطبة جديدة يماطل بها، ويبدو من خلال كلامه أنه فعلا إنسان غير طبيعي، إلى أن قرر في النهاية تجميع أحجار كبيرة بمساعدة الوافدين، وبدأ يكتب بها بعض الكلمات، ثم صبغها بالجير، وبعد وقت طويل تبين فيما بعد أنه كتب شعار “الله الوطن الملك”، وقال للناس هذا هو الكنز.
وتخوف عدد من المتابعين لهذا الحدث، من حدوث ما لاتحمد عقباه، في غياب تام للأمن، فقد يتعرض الشاب للقتل أو الضرب المبرح، وربما حدث اقتتال بين الجموع.
وبلغنا في النهاية أن سيارة للدرك الملكي حضرت للمكان، وتعسر علينا التواصل لأسباب تقنية، لمتابعة الحدث الذي شغل الآلاف من سكان مناطق تعاني من الجهل والفقر والتهميش، وسنوافيكم بجديد القضية التي نتابع تفاصيلها لحظة بلحظة.