بقلم الاستاذ محمد بحسي صحافي مغربي مقيم ببلجيكا
هذا الشاب ابن مهاجر مغربي فقير عاش في الأحياء الشعبية الفرنسية و درس فيها بداياته ثم وجد من يمد له يد العون في فرنسا ليتجاوز وضعه في احياء الضواحي الفقيرة و يتجاوز إعاقته بسبب حادث مؤسف فأخذ الفرنسيون بيده حتى صقل موهبته ثم فتحوا له أبواب الشاشات لينال حظه من الشهرة حتى أصبح نجما عالميا..
هذا الشاب لم ينس جذوره و لا من أين جاء بل ظل موطن الأجداد يسكنه فتبنى قضاياه فكان أحد أضخم أعماله حول محنة “الشيبانيين” Les Chibanis و هم المقاتلون المغاربة و الأفارقة الذين حرروا فرنسا و لم ينالوا حقهم أسوة بزملائهم الفرنسيين.. و لم ينس الأحياء الهامشية في بلريس و لا ابناءها فدعم منهم كثيرا من المواهب و كان مما فكر فيه أيضاً تنظيم وتمويل مهرجان مراكش للضحك الذي خصصه أساسا لدعم الشباب المغربي في مجال الكوميديا و هكذا أخرج إلى الأضواء مجموعة كبيرة من المواهب التي كانت مغمورة و أنقذ شبابا كثيرا من البطالة (حقوق المهرجان تشتريها M6)..و إضافة إلى جلب عدد كبير من السياح و عدد كبير من مشاهير العالم الى مراكش للاستثمار فيها، تبنى هذا الشاب عددا من الجمعيات و الأعمال الخيرية في مناطق عدة من المغرب مع أن نجاحه يعود الفضل فيه كله إلى فرنسا و لا دخل للمغرب فيه بالمرة…
و لأنه عبر عن و لائه لوطنه الذي صنعه دون أن ينسى الوطن الذي هاجر منه أبواه بحثا عن لقمة العيش و عبر عن ذلك بقميص يحمل لوني الوطنين العزيزين على قلبه، فإن المتنطعين قصار النظر استكثروا فيه هذا التعبير الجميل الذي ينم عن العرفان لوطن المنشأ و النجاح و وطن المنبع و الأصل و اتهموه بالخيانة و النفاق و غيرها من الأوصاف التي يوزعها المغفلون بغير حساب..
بالمناسبة لا تعجبني أعمال جمال دبوز و لا أذكر انني شاهدت له أي عمل و لكن الحق حق …