مراسلة : مؤنس الشرقاوي / نشر: ابو ادم الشرقاوي مهداوي
بعد اللقاء الذي أجراه شيخ الطريقة مولاي رزقي الشرقاوي، مع قناة “شوف تيڤي”، وعلى اثر مارافق اللقاء وما اثاره، اصدرت المشيخة بيان حقيقة توصلنا بنسخة منه وعنوانه، قول مستعمل على قول مهمل، ومما جاء في البيان، بعد ، بسم الله الرحمن الرحيم وصلي اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وعلى من إتبع هداهم من صالح المؤمنين من الأولياء والعلماء وكافة المسلمين.
“-إننا بعد لقاء شيخنا الفعال حفظه الله تعالى والمثمر نريد أن نشارك إخوتنا المغاربة أجمعين بملاحظات، الغرض منها دفع عجلة الرقي الأخلاقي والعلمي لأبناء هذا البلد المعطاء، ونحب أن نُجْمِلَ كلامنا في نقطتين إثنتين غلبت فيها زمن السؤال وحيرة الجواب شيخنا الكريم.
أولى هذه الملاحظات الجهل المطبق الذي لاحظناه على بعض المتدخلين سواء تعلق الأمر بالشريعة الإسلامية وكذلك الجهل الذي سَطَى على كثير من العقليات من الوقوف على الذاكرة المغربية التي تعالت أصواتها في باب العلم والممارسة الأخلاقية وحسب معرفتنا المتواضعة، أننا ضيعنا أوقاتا في ما لا يقدم نفعا ولا صلاحا لأنفسنا ولمجتمعنا المغربي ذو القدم الراسخة في المعرفة والأخلاق السنية، ويكفي شاهدا على هذا ما خدم به مغربنا الحبيب الإنسانية جمعاء من نشر معالم الدين الحنيف ممثلا في ثقافة شرعية تعالت أصواتها لتتبيث معالم الأخلاق مثلما هو الأمر بالنسبة للمدرسة الشاذلية والتيجانية والدرقاوية التي أينعت فروعها العلمية فتخصصت في علم الحديث النبوي، ويكفي التذكير أن شيوخ الأزهر الشريف تتلمذوا وأخدوا الحديث بالسند المتصل إلى رسول الله عن سيدي أحمد بن الصديق وعبد الله بن الصديق، هذه المدارس التي وقفت سدا منيعا ضد المناوئين للإسلام ولثقافته البناءة.
ثاني هذه الملاحظات ما تلفض به بعض المتدخلين من سوء القول ونقيصة الكلم مما هو مخالف لأبسط مقومات الإنسان ناهيك عن مخالفته لتعاليم الأخلاق السمحة التي جاء بها سيد المرسلين والتي تجلت في كثير من الأقوال كقوله على الصلاة والسلام “إنما بعث لأتمم مكارم الأخلاق” وقوله عليه السلام “ليس المؤمن بطعان ولا لعان ولا فاحش ولا بديئ”، ولنا إسوة حسنة في تاريخنا الحضاري سواء تعلق بالدين كما مثلنا سلفا أو بالوقائع مما يؤكد هذا الموضوع، ويكفي الإشارة أن ألحق سبحانه وتعالى عندما تحدث عن هؤلاء اللذين إبتلاهم بنقيصة الأدب مع الإحسان لأي مسلم كان أو غيره عبر عن مقامٍ أخلاقي مستقى من جوهر العبودية في قوله تعالى “وعباد الرحمن اللذين يمشون على الأرض هونا، وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما”.
وأخيرا نشكر مجددا أخونا الكريم المحاور الذي أدار هذه الجلسة بدعابته المعهودة لتنشيط مجال الحوار ونحسبها يقينا أنها جرت على هذا السنن، والتي لم يفهمها كثيرا من المتدخلين، أنه عندما يتوجه إلى شيخنا الكريم بالسؤال سواء فيما يتعلق باللغة العربية الفصحى التي هي لغة القرآن لقوله تعالى “إنا أنزلناه قرآنا عربيا” وبقوله سبحانه “قرآنا عربيا غير ذي عوج”، والمناسبة شرط إذ الحديث عن علماء المغرب وعن ثقافتهم الشرعية لا يتم إلا باللغة العربية.
ويلحق بهذه الدعابة المستملحة دفعا لثقل السؤال والترويح عن المستمعين إستفهامه لشيخ الطريقة حفظه الله تعالى عن بعض أثمنة المواد الغذائية، فإننا نقول من هذا المنبر لفئة من المتدخلين اللذين يحسبون أن مثل هذه الأفعال إنما هي من قبيل الحقيقة وليست من قبيل المزاح والنكتة ترويحا لثقل السؤال نقول أن الإستفهام عن مغربية مغربي فخور بتاريخ أجداده الكرام معتز بثقافته المتنوعة أن التنقيب عن مغربية المغربي إنما يجدها الباحث في علمه بالذاكرة الثقافية والحضارية التي إمتدت جذورها في تاريخ الإنسانية، فكلما كان المرء عالما بهذه الذاكرة كلما كان إنتماءه الى المغرب إنتماء مسؤول وبناء نفعا لوطنه الأم وللإنسانية جمعاء نزولا عند قوله تعالى “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا” وتبعا لفقه هذه الآية الكريمة فالمغاربة الأحرار من جنس الناس المكونين لسلك الانسانية وأنهم بحكم هذا الانتماء يساهمون كما ساهم أجدادهم الكرام في إثراء المعرفة “لتعارفوا” بكل مكرمة سواء تعلق الامر في باب العلم او الاخلاق.
وأخيرا نقول أنه ما كان لهذه المدارس العلمية العتيدة أن يشتد ساقها، وتطلع شمسها لولا الأفضال التي أكرم الله بها هذا البلد والمتمثلة في إمارة المؤمنين إبتداءا من المولى إدريس وصولا إلى مولانا محمد السادس حفظه الله تعالى ،خلافة يعيش تحت سماءها ودفئها الأمني والروحي الشعب المغربي الأبي. والسلام”