أخبار عاجلة

حفل تسليم جائزة المغرب للكتاب لسنة 2018 بحضور شخصيات وازنة، ورئيس الحكومة يعتبر الثقافة رافعة للتنمية.. لايمكن الاستغناء عنها

حفل تسليم جائزة المغرب للكتاب لسنة 2018 بحضور شخصيات وازنة، ورئيس الحكومة يعتبر الثقافة رافعة للتنمية.. لايمكن الاستغناء عنها.

المسار الجديد  // الرباط // الشرقاوي مهداوي
” إن الثقافة رافعة أساسية للتنمية بالمغرب وتحتاج إلى الدعم والعناية اللازمة، ولا يمكن الاستغناء عنها في التنمية والإصلاح وبناء المجتمع والتحديث” بهذه الكلمات افتتح رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، حفل تسليم جائزة المغرب للكتاب لسنة 2018، مساء امس الثلاثاء 23 اكتوبر، المنظم من طرف وزارة الثقافة والاتصال – قطاع الثقافة، بالمكتبة الوطنية بالرباط، مضيفا أن الثقافة لا يمكن استبدالها بالأمور المادية على أهميتها، لأن التنمية والإصلاح لا يقتصران على ما هو مادي، معتبرا أن حفل تسليم جائزة المغرب للكتاب “لحظة للاحتفال بمرور 50 سنة من الأداء والعمل لرعاية الفكر والثقافة”.

في هذا الحفل الذي تميز بحضور أسماء وازنة في مجالات الثقافة والسياسة والديبلوماسية للاحتفاء بالاسماء المتوجة هذه السنة في سماء الإبداع المغربي بمختلف تفرعاته ، بحثا وترجمة ونقدا وإبداعا، أكد العثماني أن التراث اللامادي للشعوب هو أساس كل عملية إصلاح لأن الثقافة حاملة لكل القيم المجتمعية ، وبدونها لا يمكن النجاح في عملية التحديث والتنمية، كما أنها المعبر عن الغنى والاختلاف الذي يميز المجتمع المغربي الفخور بلغتيه العربية والامازيغية..

وأعترف رئيس الحكومة أن وزارة الثقافة تحتاج المزيد من الدعم باعتبار الثقافة تراثا لاماديا وحاملة لمجموعة من القيم والمعاني الوطنية، مشيرا إلى أن هناك مجهودات لتطوير الثقافة بصفة عامة وجائزة “الكتاب” بصفة خاصة من أجل إعطاء الثقافة المكانة التي تستحقه في مسار الإصلاح والتنمية.
العثماني قال، أيضا، إن هذه الدورة الخمسون لجائزة المغرب للكتاب تتميز عن سابقاتها بإدراج، الجوائز التي وعدت بها الحكومة خلال السنة الماضية، وهي بالإضافة إلى جائزة المغرب للكتاب الموجه للطفل والشباب وجائزة خاصة بالثقافة الأمازيغية، “جائزة المغرب للإبداع الأدبي الأمازيغي”. حيث أكد العثماني، في هذا السياق، على ضرورة دعم اللغة الأمازيغية من خلال إرساء خارطة طريق طموحة وجريئة لدعم هذه اللغة والنهوض بها.
وتابع العثماني قوله “مع مرور الوقت سنهتم باللغة الرسمية الأمازيغية كما نهتم باللغة الرسمية العربية، لأنه لابد من دعم خاص لها”، مشيرا إلى أن سيتم بالإضافة إلى المكتسبات التي تحققت هذه السنة على مستوى الجوائز وإدراج الأدب الأمازيغي، توسيع المبادرة لتشمل قطاعات أخرى من أجل أن تنال “الأمازيغية حقها في جميع المحافل الثقافية والأدبية، وكذا دورها الأساسي في كل القطاعات الأخرى.
من جهته وجه محمد الأعرج، وزير الثقافة والاتصال، في  كلمة بالمناسبة التي حضرها إلى جانب رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، كل من عبد الحق المريني، مؤرخ المملكة، وبهيجة سيمو، مديرة الوثائق الملكية، ومحمد بن عبد القادر، الوزير المنتدب المكلف بالوظيفة العمومية وإصلاح الإدارة، وخالد الصمدي، كاتب الدولة المكلف بالتعليم العالي ، وجامع بيضا مدير أرشيف المغرب، ومحمد الأشعري، روائي وشاعر ووزير الثقافة الأسبق، وعدد من المثقفين والمفكرين إلى جانب شخصيات دبلوماسية.

وقد قال وزير الثقافة والاتصال”إن وزارة الثقافة والاتصال حريصة على صيانة المكانة الاعتبارية والثقافية لجائزة المغرب للكتاب، في الذكرى الخمسينية لإحداثها، والتي تميزت في دورتها الحالية، بإدراج ثلاث جوائز فَرعية جديدة ضمن هيكلة الأصناف المُندرِجة فيها، متمثلة في: جائزة الإبداع الأدبي الأمازيغي، وجائزة الدراسات في مجال الثقافة الأمازيغية، وجائزة الكتاب الموجه للأطفال والشباب.”
وأكد الأعرج على الأهمية التي يوليها القطاع لتعزيز مكانة الكتاب، بما ينسجم وتوجه الوزارة الرامي إلى دعم الصناعات الثقافية بوجه عام وقطاع النشر بصفة خاصة، وهو الدعم الذي تَدخُل صيغته الجديدة سنَتها الخامسة معزَزة بالتفاعل الإيجابي للفاعلين المهنيين والجمعويين والثقافيين في القطاع الحيوي للكتاب.

كما تم تكريم اعضاء اللجنة العلمية لجامعة مولاي علي الشريف في شخص الاستاذ عبد الحق المريني مؤرخ المملكة والناطق الرسمي باسم القصر  الملكي والسادة، محمد الفران، جامع بيضا مدير أرشيف المغرب، بهيجة سيمو مديرة الوثائق الملكية ، أحمد شوقي بنبين مدير الخزانة الملكية، مصطفى شابي، عبد العزيز توري، مولاي هاشم العلوي.
وقد عرفت أشغال الافتتاح، عرض شريط وثائقي حول حصيلة السنة الثقافية 2017-2018، وزيارة معرضين للمخطوطات والوثائق النادرة واللوحات الفنية والصور .

وقد توج خلال هذا الحفل الكاتب محمد الناصري، عن كتابه «رغبات المدينة»، الصادر باللغة الفرنسية عن «إيكونومي كريتيك» في مجال العلوم الإنسانية والذي اعتبر تتويجه تشجيعا واعترافا بجهود كل الباحثين، أما في مجال العلوم الاجتماعية، فقد فاز السوسيولوجي أحمد شراك عن كتابه «سوسيولوجيا الربيع العربي».
الشعر المغربي هذه السنة توج في شخص الشاعر صلاح بوسريف عن ديوانه «رفات جلجامش»، فيما فاز الروائي الشاب عبد المجيد سباطة بجائزة السرد عن روايته «ساعة الصفر».
وعن فئة الدراسات الادبية واللغوية، آلت الجائزة مناصفة للناقد والأكاديمي خالد بلقاسم عن كتابه «مرايا القراءة الحكاية والتأويل عند كيليطو» والباحث أحمد الشارفي عن مؤلفه «اللغة واللهجة»، فيما آلت جائزة الترجمة مناصفة الى المترجم عزيز لمتاوي عن ترجمة «نظرية الأجناس الأدبية» لجان ماري شايفر، وسناء الشعيري عن ترجمة رواية «العاشق الياباني» لإيزابيل أليندي.
الصنف الجديد الذي أحدثته الجائزة هذه السنة والمتعلق بالكتاب الموجه للطفل والشباب، آلت جائزته لجمال بوطيب عن كتاب «حور تشرب الشاي مع القمر»، ، وخديجة بوكا عن كتابها «silence !on joue ! «
أما عن صنف الإبداع الأدبي الأمازيغي، فقد آلت جائزته الى الشاعر والناقد عياد ألحيان، عن كتابه «سا إيغورا دار إيلليس ن تافوكت»، وفاضمة فراس عن كتابها «أسكوتي ن تلكاوت» والحائزة على جائزة المعهد الملكي للثقافة الامازيغية.
وتكونت لجان الجائزة التي نسقت أعمالها الدكتورة بهيجة سيمو من حسن أحجيج في فرع العلوم الاجتماعية ، مينة المغاري عن فئة العلوم الإنسانية ، موحى الناجي عن الدراسات الأدبية واللغوية والفنية والدراسات في مجال الثقافة الأمازيغية ، عبد الرحيم جيران عن لجنة السرد والإبداع الأدبي الأمازيغي والكتاب الموجه للطفل والشباب ، ولطيفة لزرق عن فئة الشعر وعبد القادر قنيني في فرع الترجمة .
يذكر أن وزارة الثقافة والاتصال أعلنت في نفس اليوم وبمقر الوزارة عن افتتاح السنة الثقافية( 2018-2019) بحضور ثلة من المهتمين بالشأن الثقافي والوزراء في لقاء تعرض لمجمل إنجازات الوزارة في السنة الماضية والمشاريع المبرمجة التي انتهت أو مازالت أوراشها في انتظار الاستكمال، وقد اعتبر محمد الأعرج وزير الثقافة الحفل مناسبة لتسليط الضوء على الشأن الثقافي ومكانته في الزمن المغربي، مشيرا الى أن هناك مشاريع أنجزت لم تكن مبرمجة، ومقدما لمحة عن بعض المشاريع التي تعتزم الوزارة الشروع فيها في الموسم المقبل ، مؤكدا أن البناء التراكمي يقتضي التأسيس ومضاعفة الجهود للارتقاء بالشأن الثقافي الوطني. ولفت وزير الثقافة والاتصال الى أن الوزارة منكبة على استكمال تدارس مشروع القانون التنظيمي المتعلق بإحداث المجلس الوطني للغات والثقافة المغربية ومشروع القانون التنظيمي المتعلق بتحديث مراحل تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، وكيفيات إدماجها في مجال التعليم وفي مجالات الحياة العامة ذات الأولوية ومشروع قانون يتعلق بالتراث الثقافي.
كما شهد اللقاء الافتتاحي أيضا تكريم عدد من الوجوه الثقافية في التفاتة ذات مغزى الى جيل من رواد الثقافة المغربية الذين طالهم النسيان، حيث تم تكريم الناقد محمد علوط والشاعر محمد اللغافي والأديب المتعدد محمد أديب السلاوي الذي يعاني في صمت، كما تم تكريم أعضاء اللجنة العلمية لجامعة مولاي علي الشريف في شخص الاستاذ عبد الحق المريني مؤرخ المملكة والناطق الرسمي الملكي وهم : محمد الفران، جامع بيضا مدير أرشيف المغرب، بهيجة سيمو مديرة الوثائق الملكية ، أحمد شوقي بنبين مدير الخزانة الملكية، مصطفى شابي، عبد العزيز توري، مولاي هاشم العلوي.

عن admin

شاهد أيضاً

جلالة الملك يهنئ قداسة البابا فرانسيس بمناسبة ذكرى اعتلائه الكرسي البابوي لحاضرة الفاتيكان .

بعث صاحب الجلالة الملك محمد السادس ببرقية تهنئة إلى قداسة البابا فرانسيس، وذلك بمناسبة حلول …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *