الفنان أبو عنان طاقة إبداعية بعمق الإنسان
بانامل: المسرحي حاتجي حتوج
لا جدال في كون الممارسة المسرحية تتطلب الالمام بالوسائل الفنية والتقنية سواء من خلال التزود بالعلم والمعرفة عبر التكوين الاكاديمي أو عن طريق التجربة سواء الهاوية او الاحترافية لكن يبقى الفارق بينها هو الجانب الابداعي وفعلا لاحت أسماء شبابية في سماء الفن تسعى إلى ترسيخ الفعل المسرحي بشكل جدي وهادف والتي تزاوج بين مسرح الهواة والاحتراف ومن بين هذه الأسماء نجد الفنان عبد الجليل أبو عنان الذي تلألأ نجمه وتعدى صيت اسمه خارج جغرافية الفقيه بنصالح بل أصبح معروفا على الصعيد الوطني من خلال مسار فني حافل بالانجازات العديدة والمتألقة والتي لا زال صداها مدويا لحد الآن، فاعل جمعوي بامتياز، إنسان خدوم يؤمن بثقافة الاعتراف وقد اجتمعت فيه من الخصال ما تفرق في غيره، ويتحلى بالتواضع والاشتغال في صمت غير عابئ بالمظاهر ونرجسية التواجد المجاني أمام الكاميرات أو نهج أسلوب التملق الفني من أجل تسليط الأضواء عليه، كما أن متتبعو الحركة المسرحية يؤكدون على أن فرقة النون والفنون في الآونة الأخيرة حققت تألقا كبيرا وتميز هائلا بقيادته وإشرافه على مشاريعها الثقافية والفنية محليا وجهويا ووطنيا وعربيا ودوليا وطبعا بمساهمة باقي الاعضاء بدون استثناء وخصوصا صديقه الوفي الفنان والممثل الأنيق يونس تفاحي ورفيقة دربه الشاعرة والزجالة أميمة بومحندي، وطارق حنان وليلى نايت وخاصة من خلال تنظيمها وتبنيها لمجموعة من الأنشطة والبرامج والتظاهرات الفنية وأساسا المهرجان الدولي للابداع المسرحي الذي له إشعاع كبير في الساحة الفنية وكذا مشروع المركز السوسيو ثقافي، كما استطاع هذا الفنان أن يشق طريقه بتباث وبشكل تصاعدي من خلال اشتغاله على تيمات ينبض بها الشارع المغربي وتطرقه لمواضيع وقضايا مجتمعية تهم الشباب محاولا توظيف كل طاقاته التعبيرية من أجل إنجاز عروض مسرحية تتسم بالابداع الفني وتفوق التوقعات من حيث الحضور والتميز وتظفر باستحسان الجمهور، حيث نجد من بين أعماله التي قام بإخراجها : ( الزيرو -السكويلة- سمفونية الجواهر المحرمة – 10 في عقيل ) على أي يبقى عبد الجليل أبو عنان طاقة إبداعية خلاقة ورائدا من رواد الحركة المسرحية في الوقت الراهن ويستحق كل الثناء والتنويه وسيظل اسمه موشوما في الذاكرة وراسخا في أذهان عشاق المسرح الشبابي.