أخبار عاجلة

آن الأوان II / الحجة البيضاء (25) لنادية بن صالح.



من نعم الظروف الحالية إمكانية الإختلاء مع النفس لتقييم وجودنا تبعا لما تربينا عليه وما عشناه من تفاعلات على أساس سؤال جوهري كيف كنا وكيف أصبحنا؟ بحكم أننا بشر اجتماعيين، لابد لنا العيش داخل شبكة مجتمعية ترتكز على قيم نبيلة راقية (إنسانية، اجتماعية، عملية، وطنية، …) مبنية على التعاون، التكافل، الثقة… أي على خصال حميدة شعارها اليد في اليد من أجل غد أفضل؛ لأننا وبحكم الواقع بناة مجتمع بتفاعلات بين العقد/الأفراد مرصصة عمليا للبنات الشبكة المجتمعية ونهجا، ومثالا تربويا لناشئة المستقبل. ولأن الطموح هو ازدهار ورقي أمة تلخص خطوطها العريضة الحجة البيضاء التي تلزم الضمير الحي خلال تفاعلاته مع الآخر تمثين أواصر العلاقات بالإحترام، الوضوح، الثقة، الصراحة، الشفافية، الصدق،…
بالرغم أننا أمة تجعل من الأمثال والحكم قواعد (لبنات التفاعلات) مثلا “لكل مقام مقال” وبحكم أننا شعب له تاريخ طويل وغني برصيد مليء بالتجارب الإنسانية، فمقام (الإطار >المقال/التفاعل) الصداقة ليس هو مقام الأسرة ومقام العمل المهني ليس هو مقام العمل الجمعوي، … إلخ. بهذا النحو وبوضوح وثقة،.. الحجة البيضاء تعني شيوع النوايا السليمة والحسنة التي نفتقدها حاليا.
ولأن الأغلبية غدت حسب لسان الحال (القفوزية، العياقة،…) تتعامل بطرق مبتدعة بناء على تأويل خاطئ، مغلوط ومشوه باستعارة أمثال ومقولات مرتكزة على مفهوم سوء نية مسبقة كاعتماد حكم ومقولات نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر عبارة الفيلسوف ديكارت”أنا أفكر إذا أنا موجود” : والقصد هنا هو الشك للوصول إلى اليقين بمنهج وتحليل علمي، وليس التشكيك المغرض والمحطم لأي تفاعل بناء وهادف بتسبيق أداة السؤال لماذا؟ ما القصد وراء؟ كيف؟… تفكير ضارب عرض الحائط كل خصلة سليمة، مهدم للثقة، الشفافية، الوضوح، … ومدمر للعلاقات الإنسانية النبيلة الحسنة والسليمة،… فالحجة البيضاء تعارض كل فكرة مبنية على سوء الظن.

يقول المثل :
الأفئدة النقية لا تلوم الناس في نواياهم.

عن admin

شاهد أيضاً

التحول الرقمي ورهان القيم / كمال كحلي.

اختيار: مؤنس الشرقاوي تُواجه المجتمعات اليوم تحديا حضاريا وهوياتيا غير مسبوق، لما تُحدثه التكنولوجيات الرقمية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *